38serv
رفضت الفنانة السورية فاديا خطاب، مغادرة الأراضي السورية نحو بلد آخر في عز الأزمة، معتبرة نفسها قدوة للشعب تمنحه الطاقة الإيجابية من أجل الصمود والمقاومة. وقالت في حديث لـ”الخبر” إن نهاية الحرب في وطنها ستظهر حقيقة الأهوال التي عاشها السوريون. مضيفة ”لا يمكن تصورها في وقتنا الحالي”.فاديا خطاب لأول مرة في الجزائر بمناسبة الفيلم المتوج بعد مشوار فني طويل؟ سعيدة جدا بتواجدي لأول مرة بالجزائر، كممثلة ومواطنة سورية بالدرجة الأولى، لأنها تعني لي الكثير باعتبارها بلدا عربيا يحمل ماض عريق من جهة، ولأننا نفهم كسوريين ما عانته وما فعله الإرهاب بها خلال السنوات الماضية من جهة أخرى، ويكفيها الآن من الأوجاع. جئت من بلد فيه النار والرصاص والحرب يعاني جروحا كبيرة لا متناهية، إلا أن هذا الوضع لا يمنعنا من القدوم إلى الجزائر والمشاركة في المهرجانات والفعاليات الثقافية العربية. لقد منحنا لأرضنا الكثير من الشهداء وقد جئنا بهم من سوريا ليعانقون مليون ونصف مليون شهيد بالجزائر، وحين أحكي الوضع للجزائريين وما معنى الشهيد، أعي أنهم بدورهم يفهمون ما نعيشه الآن.هل نعتبر بقاء فاديا خطاب داخل سوريا شجاعة لمواجهة التطرف والتعصب؟ أنا صوت بلدي ومصدر تأثير في الآخرين، لأن الفنان يحبه الآخرون ويعتبرونه قدوة لهم وكلمة منه يمكن أن تعطيهم شحنا إيجابيا، أرى أن أكبر قرار اتخذه الشعب السوري ولست أنا فقط، هو البقاء في الوطن وعدم الخروج منه، وهذا هو حالي، رفضت المغادرة رغم أنني كنت قادرة على ذلك، وارتأيت أن أبقى مواطنة صالحة، وأقول بقائي فيها غير مرتبط بالمشاركة في الأعمال الدرامية والمسلسلات، ولكن عندي مبدأ هو أن أموت في بلدي بعيدا عن الغربة وفي الأراضي الأمريكية والبريطانية مثلا. نحن نصوّر أعمالا عن الأزمة تخرج من الصميم دون التوجه أو التلاعب فيها، سواء لمساندة النظام أو تيار آخر، نريد فيها أن يكون حاكمنا من بيننا، وأقول لك، ما يحدث على أرضها مريع سيكون نصرنا قريب، وحين تنتهي الحرب ستعرفون حقيقة ما حدث في سوريا من أهوال لا تتوقعونها في وقتنا الآني.لكن الأزمة قسّمت الفنانين السوريين وقلّ صوتهم الفني في الخارج؟ كل شخص مسؤول عن موقفه الشخصي، لكن هذا لا يؤثر على العمل الجماعي الفني، أنا أقول إنه لم يقلّ صوتنا خارجا في مختلف الفنون، من بينها الدراما السورية التي لا تزال متواصلة وهي المسيطرة الآن، وقد صوّرت البيئة الشامية عبر الحقب التاريخية التي تخص الحارات القديمة، وأعطت حقيقة اللحمة التي تجمع أهلها، والتي لا تزال إلى الآن ونالت اهتمام الجمهور، وحتى وإن كانت فيها بعض الإساءة للمرأة الشامية التي لم تكن كما تم تصويرها في هذه المسلسلات. أما بالنسبة للسينما، فهناك أعمال مهمة، ولكن ليس لها تسويق ولا نسمع بها إلا في المهرجانات فقط، كون السينما المصرية أخذت هذا الحيز، لكن بشكل عام وفي كل الدول العربية، المسلسلات هي المسيطرة على التلفزيون دون الأفلام السينمائية.خرجت الدراما السورية عن ثوبها وذهبت نحو الجرأة أكثر؟ شخصيا يهمني كثيرا احترام المشاهد في أي مكان، وما أعطيه من إنتاج يدخل للبيوت العربية، صحيح أن بعض المشاهد في المسلسلات السورية أصبحت تذهب إلى الجرأة الصادمة، أنا لست معها، وإن كنت معها بأصول على غرار ما نجده في بعض الأعمال العالمية التي لا تجعلك تشمئزين منها حين مشاهدتها لأنها من صلب الموقف الدرامي، وأواصل نحن كمجتمعات عربية لا يجب أن نتأثر بما يقدّمه الآخرون في إنتاجهم، هناك بعض الأسر التي لا تحب ذلك يجب احترامها، وأعلمك أنا أصلا في طبيعتي أحب الحشمة، أنا حاجة بيت الله وأصلي ويمكن أن ألبس الحجاب، أهم شيء عندي الآن هو الله والدين وهو ما علمتني إياه الدنيا أن نستوعب الأكبر دون اللجوء إلى الأصغر.هل تأثرت الدراما وما بنته طيلة السنوات الماضية بالوضع الحالي في سوريا؟ سوريا ورغم الظروف التي تعاني منها، لا تزال قائمة ولم تنكسر، وأتحدث من موقعي كممثلة، الدراما السورية أكيد اهتزت كثيرا مع بداية الحرب وتأثرت بما وقع، ورغم تراجع المردود والدعم المالي، لكن سرعان ما استرجعت أنفاسها وعاد الحراك إليها وأصبحنا ننتج ما يقارب 40 مسلسلا سنويا، لكن هذا لا يعني أننا لا نعاني نفسيا من هذه الحالة، لأننا على موعد مع صوت التفجيرات وأحيانا تأتينا أخبار عن وفاة أشخاص معينين وتحطيم منشآت ثقافية ومجموعة من الاغتيالات وتراجع اقتصادي، كنا حقيقة نخاف من الخروج من المنزل وأحيانا كنا نصور في مواقع كانت مسرحا للتفجيرات، وبعدها تعوّدنا على الوضع، وقرّرنا الصمود والخروج من بوتقة الخوف وممارسة أشغالنا عاديا، للأسف فقد كنا نسمى بالشعب المدلل لم نسمع يوما طلقة نار وكنا نعيش في أمن، والآن أصبحنا نتوقع أن أي شخص أمامك يمكن أن يغتالك، إلا أننا صامدون.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات