38serv
أجمع دبلوماسيون مصريون وفلسطينيون على أن الربيع العربي وضع القضية الفلسطينية في مرحلة تالية من الاهتمام والمتابعة، وحمّلوا حركتا فتح وحماس مسؤولية تدهور الوضع بما ساهم في تمزيق النسيج الفلسطيني، وشددوا خلال الندوة التي أقيمت، أمس الأول، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، تحمل عنوان “فلسطين من التأييد السياسي إلى التعاطف الإنساني”، على ضرورة إنهاء الانقسام القائم بين مختلف الفصائل الفلسطينية.فقد فتح الكاتب الدكتور مصطفى الفقي، صاحب كتاب “فلسطين من التأييد السياسي إلى التعاطف الإنساني”، النار على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وقال إن القضية الفلسطينية تعاني اختفاء زعامة فلسطينية ذات كاريزما لا تصل الى مستوى القائد التاريخي الراحل ياسر عرفات، الذي وصفه بالرمز الحقيقي لوحدة الشعب الفلسطيني، وتأسف من تحوّل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية أكثر منها سياسية، وحذر من الخطر الصهيوني التوسعي العنصري الذي لن يتوقف، مؤكدا بأن الحديث عن الدولة اليهودية هدفه تصفية القضية الفلسطينية. وأوضح الدكتور مصطفى الفقي بأن القضية الفلسطينية تكبدت خسائر كبيرة في العقود الأخيرة، ومكاسب أقل، قائلا: “خسائر القضية في العقود الأخيرة من الناحية القانونية وعلى المستوى الدولي مختلفة الى حد ما، حيث إن دولا لم تكن تؤيدها مثل السويد التي كانت مترددة في التأييد والآن تعترف بها وبحق شعبها في إقامة الدولة الفلسطينية، على المستوى السياسي تراجع وضع القضية الفلسطينية وإسرائيل تحصد، دون أن تفعل شيئا، نتائج ما حصل وما نجم عن الربيع العربي، ودخول الجيش السوري في مغارة مظلمة نتيجة ما حصل، وتمزق الشعب إلى نسبة كبيرة من اللاجئين الضحايا، وضرب سوريا أطاح بكل موازين القوى في العالم العربي وأصاب التشدد في المنطقة، وتقسيم سوريا سيتبعه تقسيم الكثير من الدول العربية قد تصل الى دول الخليج، والقضية أن تبقى سوريا موحدة ليس بقاء الأسد من عدمه، بينما إسرائيل تحصد كل ما تريد دون أن تبذل مجهودا”، وأضاف “وهنا أنا لا ادعي بأن الربيع العربي كان سيئا، وإنما كان لابد منه، ففي مصر مثلا خرج الناس ضد نظام ترهل وكان من الضروري أن يرحل، أضف إلى ذلك الانقسام الفلسطيني الذي جرى، والخلاف بين حركتي حماس وفتح بما ساهم في تمزيق النسيج الفلسطيني”. وكشف الفقي، خلال عرض كتابه، بأنه مجموعة مقالات كتبها قبل اندلاع ثورة يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وتابع “المشهد العام تغيرت بعض تفاصيله، لكن التحديات لازالت قائمة، وأتمنى أن تبقى القضية الفلسطينية مركزية وفي المرتبة الأولى، بعدما وجه الربيع العربي ضربة كبيرة للقضية الفلسطينية التي كانت في الصدارة وتحتل المرتبة الأولى من الأهمية إلى مرحلة تالية، وأصبحنا أمام وضع ليس هو الذي كنا عليه بسبب انشغال بعض الدول العربية بوضعها الداخلي”.من جهته، هاجم مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير معصوم مرزوق، كتاب “فلسطين من التأييد السياسي إلى التعاطف الإنساني”، وأكد بأن هناك عيوبا كثيرة في الكتاب الذي يضم مجموعة من المقاﻻت المتنوعة للدكتور مصطفى الفقي، وقال إنه كان يجب عليه أن يراعي في كتابة ظروف النشر المتاحة له. وأوضح معصوم مرزوق أنه ستظل إسرائيل ضعيفة، وأنه مازال الشعب الفلسطيني هو البطل، لافتا الى أنه ﻻ نستطيع أن نحقق أهدافنا المدنية أو السياسية، إﻻ إذا كافحنا وحاربنا من أجل تحقيقها، وأنه لا يمكن لأي دولة أن تحقق أحلامها إﻻ بالجهد والتحدي والإرادة، معلنا رفضه الاتهامات الموجهة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بأنها السبب الرئيسي في تقهقر وتدهور الوضع الفلسطيني.أما السفير سعيد كمال، عضو السكرتارية الدائمة بمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية والأمين العام المساعد السابق بجامعة الدول العربية، فقد رفض توجيه أصابع الاتهام أو لوم أي دولة على تعثر وفشل بناء الدولة الفلسطينية، وقال يجب أن ننتقد أنفسنا أولا وأن ننهي الانقسام القائم بين مختلف الفصائل الفلسطينية تحديدا فتح وحماس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات