38serv
ناقش مجلس الأمن الدولي، أمس، الوضع الإنساني المثير للقلق في سوريا ونزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة بسبب هجوم، بدعم روسي، استهدف مناطق في حلب شمالي سوريا، حيث تأتي جلسة المجلس بطلب من نيوزيلندا وإسبانيا، وبدعم من قوى غربية أخرى، قبيل اجتماع حاسم لقوى كبرى في ميونيخ. نقلت وكالة رويترز عن سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة، جيرارد فان بوهيمن، قوله إن “ثمة تقارير تفيد بنزوح ثلاثين ألف شخص على الأقل من حلب، ونحن في منتصف الشتاء”، موضحا أن نيوزيلندا وإسبانيا اعتبرتا أن “هذا الوضع لا يمكن أن يتجاهله مجلس الأمن”.وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن مئات آلاف المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام، إذا حاصرت قوات الحكومة السورية المناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة في حلب، محذرة من موجة هائلة جديدة من النازحين الفارين من العملية العسكرية التي تجري بدعم روسي.من جهته، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كيمون وجميع الدبلوماسيين المعنيين في المنظمة الدولية، تحدثوا مع كافة أطراف الصراع في سوريا بشأن الحصار المفروض حاليا من قبل قوات النظام السوري على مدينة حلب، في مؤتمر صحفي، أمس الأول، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن بان كيمون والدبلوماسيين وجهوا رسائل إلى موسكو ودمشق بشأن الحصار، مشيرا إلى أن “الحديث تناول العمل على إنهاء حصار حلب”.ونزح نحو سبعين ألف شخص من مناطق مختلفة في محافظة حلب، جراء القصف العنيف المستمر الذي بدأته المقاتلات الروسية والنظام السوري وقواته، منذ الأسبوع الماضي، على المدن والبلدات الواقعة شمالي المحافظة، ويرى مراقبون أن روسيا والنظام السوري يسعيان لمحاصرة مركز حلب بالكامل، وسط تخوف من زيادة أعداد النازحين، لتصل مائة ألف شخص، في ظل استمرار استهداف بلدات وقرى ريفها الشمالي.في السياق نفسه، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن قصفا لمستشفى جنوبي سوريا، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة آخرين، حيث ذكرت المنظمة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن القصف الذي طال مستشفى طفس، الواقع جنوب سوريا، ووقع ليلة 5 فيفري، نتج عنه دمار في المباني، وفرار نحو 20 ألفا من سكان المنطقة إلى قرى مجاورة.كما حذّر رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، روسيا من عواقب تحركاتها في سوريا، مذكرا بانسحابها “الذليل” من أفغانستان الذي ساعد على إسقاط الاتحاد السوفيتي، وتوقع مغادرة موسكو الأراضي السورية بـ “الذل” نفسه، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع حزب العدالة والتنمية البرلماني، أمس الأول.بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بعض الدول لا تخفي نيتها المراهنة على الحلول العسكرية في سوريا، في حال فشل المفاوضات السلمية.من جهة أخرى، تناقلت الصحف البريطانية الصادرة، أمس، تداعيات العملية العسكرية السورية في مدينة حلب، ودور الضربات الجوية الروسية، بالإضافة إلى قضية مقتل طالب إيطالي في مصر، حيث قالت صحيفة الفايننشال تايمز في مقال لديمتري ترنين بعنوان “مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها”: “إن النجاح الذي يحققه الجيش السوري في حلب، أمر طالما انتظرته روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في شهر سبتمبر الماضي”، مردفا أنه “لا يمكننا توقع انتصار سريع لدمشق، لأن جماعات المعارضة في حلب قد تدعو جماعات أخرى (السعوديين والأتراك على الأخص) للمجيء إلى سوريا”.أما صحيفة الغارديان، فنقلت مقالا لناتاليا نوغريدي بعنوان “مصير حلب سيشكّل مستقبل أوروبا”، أشارت فيه إلى أنه في حال سقوط حلب، فإن الحرب الدامية في سوريا ستأخذ منحى جديدا، وسيكون لها عواقب بعيدة المدى، ليس على المنطقة فحسب، بل على أوروبا أيضا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات