38serv
سيحوّل المكتب التنفيذي للكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، برئاسة عيسى حياتو، أنظاره من مصر إلى الجزائر، على خلفية الاستقبال الذي حظي به المرشح لرئاسة الفيفا، الأمير الأردني علي بن الحسين، من قبل الوزير الأول، عبد المالك سلال بدبي الإماراتية. تزامنا مع حملة العصيان التي أعلنها عدد من البلدان على مملكة عيسى حياتو، بمخالفة دعم مرشحه، تبدو الجزائر تقترب من الانضمام إلى قائمة البلدان المغضوب عليها من قبل رئيس الكاف، بعد استقبال الأمير الأردني علي بن الحسين المرشح لانتخابات الفيفا، من طرف المسؤول الأول عن السلطة التنفيذية، عبد المالك سلال، أياما قليلة قبل العملية الانتخابية ووسط تكتلات يجريها المرشحون الخمسة، أعطت الانطباع أن التنافس على “رئاسة الجمهورية العالمية” للكرة المستديرة، سيقتصر على المرشحين البحريني الشيخ سلمان والسويسري إنفانتينو، فيما تبدو فرص الأمير متواضعة.وسيكون عضو اللجنة التنفيذية للهيئة القارية، محمد روراوة، في إحراج، حيال رئيسه حياتو، بعدما وافق الوزير الأول عبد المالك سلال على استقبال الأردني الأمير علي، وبرغم أن اللقاء لم يعقبه صدور أي بيان ملزم للطرفين، إلا أن الواضح أن المرشح الأردني لانتخابات الاتحادية الدولية، التي ستجرى يوم 26 فيفري الجاري، طلب من سلال الحصول على صوت الجزائر، واكتفى الرجلان بتبادل الابتسامة أمام الإعلاميين الذين حضروا بقوة لتغطية اللقاء، خاصة من جانب الصحافة الأردنية، التي تحدثت بإسهاب عن اللقاء، وليست هي المرة الأولى، التي تلعب فيها السلطة السياسية في الجزائر، دورا في تحديد موقف هيئة رياضية حيال انتخابات الفيفا، فقد سبقه لذلك، محمد عزيز درواز، عندما كان وزيرا للشباب والرياضة بضغطه وقتها للتصويت لصالح السويسري جوزيف بلاتير في سباقه لرئاسة الهيئة الدولية، ضد خصمه السويدي لينارت يوهانسن، قبل 17 عاما، برغم أن حياتو حينها كان يريد جر الأفارقة للتصويت لصالح المرشح السويدي، وبصرف النظر عن الاعتبارات التي مهدت وقتها لتحديد موقف الجزائر، فإن الواضح أن حياتو لا يمكنه أن يتحكم في قرارات بلدان تلعب فيها المصالح دورا مؤثرا عند صياغتها، حتى وإن اكتسب حياتو تجربة منذ ذلك الوقت في التعامل مع الاتحاديات التي تخرج عن طاعته."كان 2017" ترجح مخالفة "مرشح الإجماع"ليس غريبا إن اختارت الجزائر مساندة الأمير علي بن الحسين، أو السويسري جاني إنفانتينو، عوض مرشح الكاف، البحريني، الشيخ سلمان في انتخابات الفيفا، كما أنه ليس صعبا لحياتو فهم أن الجزائر حفظت درس تنظيم دورة 2017 لكأس أمم إفريقيا عندما منح التنظيم إلى الغابون، متجاهلا قدرات الجزائر في التنظيم، وأيضا تفهم موقف الجزائر، باختيار مرشحها وفقا لمصالحها، وفي كل الأحوال، فإن الجزائر ليست ملزمة بالإعلان عن اسم مرشحها، كون الانتخابات ستكون سرية، بمعنى أن حياتو لن يستطيع الإطلاع على خيار كل اتحادية وطنية، ثم أن رئيس الكاف لا يستطيع معاتبة الجزائر على موقفها، لأنه ليس غريبا أن يتحول حياتو إلى خصم للمرشح البحريني الذي يدعمه حاليا، وهو الذي كان خصما لبلاتير عند ترشحه لأول مرة لرئاسة الفيفا، قبل أن يتحول إلى حليفه ويمنحه أصوات الأفارقة في كل الانتخابات التي أعقبت العملية الأولى. الكاف تجبر "الفراعنة"على تغيير موقفهم بضغط من حياتو، الذي يستعد للترشح لعهدة انتخابية جديدة، اضطر الاتحاد المصري إلى تنصله من مسؤولية تحديد المرشح الذي سيدعمه في الانتخابات القادمة، معلنا لجوءه إلى رئاسة الجمهورية لتحديد المرشح، على خلفية غضب حياتو من موقف الاتحاد المصري بإعلانه مساندة الأمير الأردني، ما يؤكد أولا تسلط حياتو ورغبته في فرض خياره على الأفارقة، وثانيا تأثير الموقف السياسي على خيارات الاتحاديات الوطنية.وإلى جانب الشيخ سلمان والأمير الأردني، ترشح ثلاثة آخرون لمقعد الرئاسة، وهم السويسري جاني إنفانتينو، والجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل، والفرنسي جيروم شامبانيي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات