38serv
إن أولى الخطوات في الطريق أن يتميز هذا المنهج ويتفرد ولا يتلقى أصحابه التوجيه من الجاهلية الطامة من حولهم، قال تعالى: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} آل عمران: 100-101.فأهل الكتاب لا يحرصون على شيء حرصهم على إضلال هذه الأمة عن عقيدتها. فهذه العقيدة هي صخرة النجاة، وخط الدفاع، ومصدر القوة الدافعة للأمة المسلمة. وأعداؤها يعرفون هذا جيدًا، يعرفونه قديمًا وحديثًا، ويبذلون في سبيل تحويل هذه الأمة عن عقيدتها كل ما في وسعهم من مكر وحيلة ومن قوة كذلك وعدة.وحين يعجزهم أن يحاربوا هذه العقيدة ظاهرين يدسون لها ماكرين، وحين يعيبهم أن يحاربوها بأنفسهم وحدهم يجندون من المنافقين المتظاهرين بالإسلام أو ممن ينتسبون - زورًا- للإسلام، جنودًا مجندة لتنخر لهم في جسم هذه العقيدة من داخل الدار ولتصد الناس عنها ولتزين لهم مناهج غير منهجها وأوضاعًا غير أوضاعها وقيادة غير قيادتها.وبعد هذا التحذير من التلقي عن أهل الكتاب وطاعتهم وأتباعهم ينادي الله الجماعة المسلمة ويوجهها إلى القاعدتين الأساسيتين اللتين تقوم عليهما حياتها ومنهجها، واللتين لابد منهما لكي تستطيع أن تضطلع بالأمانة الضخمة التي ناطها الله بها، وأخرجها للوجود من أجلها... هاتان القاعدتان المتلازمتان هما: الإيمان والأخوة.أجل، الإيمان بالله وتقواه ومراقبته في كل لحظة من لحظات الحياة والأخوة في الله، تلك التي تجعل من الجماعة المسلمة بنية حية قوية صامدة، قادرة على أداء دورها العظيم في الحياة البشرية وفي التاريخ الإنساني: دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحياة على أساس المعروف وتطهيرها من لوثة المنكر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات