500 ألف إيراني سيتم توطينهم مكان السنّة في العراق

38serv

+ -

أعرب بان كي مون عن قلقه لمحاولات التغيير الديموغرافي في العراق، ما الذي يحدث بالضبط؟عوّدنا الأمين العام للأمم المتحدة على قلقه واستنكاره، فهو يعيش على كومة من القلق، وقلقه متأخر ولا جدوى منه، وإن عدنا إلى صلب السؤال المتعلق بالتغيير الديموغرافي، نعم هذا ما حصل، لأن وجود داعش هو لتحطيم بنية النسيج الاجتماعي العراقي، ما حدث وخاصة في ديالي ومحافظة صلاح الدين تكريت ذات الأغلبية السنية، وعملوا عليها لتغيير ديموغرافي يهدف إلى إزاحة المكوّن (السني) من مناطقه، وهذا التغيير يتناغم مع أجندات خارجية، وتحديدا إيران، التي تهدف إلى التغيير الديموغرافي لعرب العراق، ونحن نعرف أهدافها ومراميها، لكن للأسف أدواتها عراقية، ما يحدث في العراق هو مؤامرة أممية كبرى، لكن عرب العراق متوحدون منذ الأزل، فما بين 84 إلى 86 في المئة هم عرب العراق، والبقية مقسمون ما بين القومية الكردية والتركمان والأقليات الإثنية الأخرى الصغيرة.من قام بتهجير العراقيين من مناطقهم؟الجيش العراقي بني بدون عقيدة عسكرية، أشرفت عليه الولايات المتحدة الأمريكية، كنتاج لواقعة الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، فأولى آثار هذه الواقعة الاحتلالية هو حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية، وتفكيك هياكل الدولة العراقية ككل، ثم بدأوا بإعادة تكوين أطر جديدة للجيش العراقي، فاستقدمت ميليشيات دمجت تحت غطاء الجيش العراقي.. وأصبحت الرتب تعطى لهذه المليشيات، فنجد كبار قياديي هذه المليشيات يحملون الرتب وهم ليسوا حتى حاملين لشهادة الدراسة المتوسطة، فهذا الجيش نجد أنه انهار في مدن الموصل وفي المعارك الأخرى ضد التنظيمات الإرهابية المختلقة، نعم الجيش العراقي قام بالتهجير تحت مرأى ومسمع كبار قادته، وهو الآن أداة بيد أمراء الحرب من زعماء الميليشيات التي هدفها الأول والأخير تفكيك النسيج الاجتماعي للشعب العراقي الواحد الموحد.كيف تمت عملية تهجير السنّة من مناطقهم؟عندما ينسف (مواطن) بيته يضطر إلى الهجرة إضافة إلى وجود مكبرات للصوت التي تنادي العوائل للخروج من مساكنهم وينزحون إلى مناطق أخرى، بعد ذلك تقوم الميليشيات والجيش بالقصف العشوائي على هذه الدور والمساكن بعد أن تتم سرقة ممتلكات المواطنين العزل، هذا للأسف ما حدث، وآخر فصول هذه المسرحية هي مدينة المقدادية، شمال شرقي بغداد في محافظة ديالى، عندما أحرقت المساجد واقتيد المصلون في الأوقات المتباعدة والمتباينة إلى مقاصل روبسبير (فرنسي وهو أشهر السفاحين على وجه الأرض) الجديدة، ومن ثم بعد قتلهم تهجر العوائل الأخرى ويستجلب مواطنون آخرون، وهناك معطيات بأن 500 ألف إيراني سيتم توطينهم بالعراق، الذين أتوا عندما خرقت الحدود تحت غطاء الزيارة للإمام الحسين.كيف نفسر انتشار داعش في المناطق السنّية بصفة خاصة؟العراق لم يعرف الإرهاب سابقا، بل عرفه مع واقعة الاحتلال، وداعش والمنظمات الإرهابية هي صنيعة أمريكية بامتياز، لنرجع إلى كتاب “لعبة الشيطان” لروبرت دريفوس، وهو كاتب أمريكي، وبالوثائق يتطرق إلى دور الولايات المتحدة في صنع التطرف الإسلامي بكفتيه الشيعي والسني، داعش صناعة ماسونية عالمية غرفة عملياتها في تل أبيب، ولدينا شواهد، وأنتم الأقرب على ما جرى في ليبيا ودور برنارد ليفيي وما صنعه في طرابلس ومصراتة وبنغازي، الدور الصهيوني فيما يسمى “الخريف العربي” هو لغرض تفكيك محور الشر الذي أعلنه جورج بوش، حينما قال إن محور الشر أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وإيران وكوريا الشمالية، الآن بدأوا في هذا المسلسل من أفغانستان إلى العراق إلى ليبيا وإلى سوريا، وربما يستكملون محطات المسبحة على الدول الأخرى. والسؤال لماذا استهدفت المناطق السنية دون غيرها من المناطق الشيعية، الجواب لأن هذه المناطق السنية هي عربية خالصة، من لون واحد قاومت الاحتلال الأمريكي، هناك ثأرية للأمريكان من أبناء هذه المناطق، ثم لنبدأ تفصيلا من الأنبار التي لها حدود مع الأردن والسعودية وسوريا، وهي تشكل 35 في المئة من مساحة العراق، وفيها أكبر حقل للغاز، إضافة إلى مشروع استراتيجي قد يكون لتوطين الإخوة الفلسطينيين وحرمانهم من حق العودة وتوطينهم في غرب العراق وفي محافظة الأنبار، إذن الاستهداف هنا ذو بعد جيوسياسي أمريكي صهيوني، وستخلق داعش شيعية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات