38serv
يتواجد في وسط السوق المركزي بمدينة بسكرة محل “بابا واعمر” للمواد الغذائية منذ سنوات الثلاثينات من القرن الماضي، تاريخ إنشائه من طرف الجد محمد.ورغم عوامل السنين ورياح التكنولوجيا، إلا أنه مازال يقاوم رافضا الزوال، ويحتفظ أصحابه بذكريات جميلة وأخرى محزنة.يكشف الابن يوسف أن المحل الذي يعرفه جيدا أهل بسكرة خاصة قاصدي السوق من أنحاء الولاية أسسه الجد محمد، ثم واصل المهمة والدهم بكير واليوم جاء الدور على الأبناء عبد العزيز وحسان برفقة بعض العمال كمصطفى.ويؤكد محدثنا أن هذا المحل مازال يحتفظ ببعض تجهيزاته القديمة كالرفوف والسلم وصندوق المبيعات، فضلا على أنه كان شاهدا على أحداث تاريخية، حيث تعرض رفقة محلات أخرى مجاورة للحرق إبان الثورة التحريرية من طرف المستعمر، وتسببت هذه الحادثة في استشهاد أحد عماله كان بداخله، كما أن أهل عروس الزيبان يتذكرون جيدا الحريق الذي مس محلات الخضر والفواكه بوسط السوق.واللافت أن هذا المحل يتوفر على جميع متطلبات الزبون، كالمواد الغذائية ومطحنة القهوة ومواد التنظيف والتجميل ولوازم الرضيع. وعن نوعية الزبائن، يضيف يوسف أنهم المتسوقون القادمون من مختلف الأحياء والبلديات، خاصة كبار السن والشيوخ.ويركز يوسف على أن المحل لديه زبائن دائمين من القرى المجاورة للمدينة. وبخصوص المتغيرات التي هبت في الوقت الحالي كظاهرة انتشار “السوبيرات”، يقول محدثنا إننا نحاول الصمود وسلاحنا ثقة الزبون وحسن المعاملة.وفي هذا الصدد يضيف محدثنا: “نحرص على توفير كل ما يحتاجه الزبون من منطلق أن التواجد في قلب السوق يستوجب ذلك. ويضاف له حسن المعاملة؛ فالجد الأكبر كان يستقبل الزبائن صباحا بأكواب الشاي، عادة لم نتخل عنها إلا أننا أصبحنا نقيمها بعد العصر إضافة إلى أن المحل كسب سمعة طيبة”.ومن الذكريات الطريفة التي رددها أسلاف يوسف، أن أحد الزبائن نسي ذات يوم كيسا به حذاء وبعد عام جاء للمحل للتبضع فتذكره والده وأعاد له الكيس، والحكايات من هذا النوع عديدة ومتنوعة. والمهم، حسب محدثنا، الحرص على الأمانة وخدمة الزبون بصدق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات