38serv
أبدت المعارضة والنظام السوري استعدادا لاعتماد وقف إطلاق نار مشروط، في وقت كثفت فيه الدبلوماسية الأمريكية والروسية من جهودهما، للتوصل إلى هدنة للمحاربين تبقى هشة بالنظر إلى تباعد المواقف والشروط المسبقة التي وضعها كل طرف من الأطراف، بالمقابل تبقى لغة السلاح قائمة بتفجيرات شهدها حي الزهراء بمدينة حمص، أودت بحياة 42 شخصا وجهت لداعش أصابع الاتهام فيها، لاسيما بعد أن باشر الجيش السوري عملية باتجاه معقله الرئيسي الرقة. تستمر العمليات العسكرية للجيش السوري على عدة محاور لحلب تمهيدا لاقتحام معاقل التنظيمات المسلحة وقطع طرق الإمداد من تركيا أساسا، ورغم إعلان كاتب الدولة الأمريكي جون كيري في تصريح من عمان العاصمة الأردنية عن اتفاق “مؤقت مبدئي مع روسيا” حول ترتيبات لوقف إطلاق النار، إلا أن الدبلوماسي الأمريكي سارع إلى التطرق إلى اتصالات لاحقة بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين، في إشارة إلى تباعد المواقف المعلنة، حيث سعت واشنطن وموسكو إلى تحضير أطراف النزاع في سوريا لتطبيق بنود اتفاق ميونخ الموقعة في 11 و12 فيفري الجاري.وفي وقت توجه فيه وزير الدفاع الروسي سيرخي شويغو إلى طهران لاستكمال الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار، حيث تعتبر موسكو أن أي وقف لإطلاق النار في سوريا يتطلب تنسيقاً مباشراً مع دمشق وطهران وحزب الله، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده لوقف إطلاق النار، لكن شريطة عدم استغلال “الإرهابيين” له. جاء ذلك عقب إعلان المعارضة عن استعدادها لبحث الموافقة على هدنة مؤقتة شرط توفر ضمانات بالتزام حلفاء دمشق بوقف إطلاق النار. بالمقابل، أعلنت المعارضة السورية موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة، ووفق بيان للمعارضة، فقد عقد رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات اجتماعا مع ممثلي فصائل المعارضة السورية في كافة الجبهات لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار. ونقل البيان عن حجاب القول إن “الفصائل قد أبدت موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة، على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميلشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال”. وأضاف بيان المعارضة أن موافقة الفصائل على هذه المبادرة تأتي “ضمن رغبتها الأكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري، ووضع حد لعمليات القصف الجوي التي ترتكب ضد المدنيين”.ورغم تسارع وتيرة المفاوضات والرعاية الأمريكية الروسية، فإن جبهات القتال لا تزال مشتعلة، على خلفية تقدم للجيش السوري على عدة محاور في حلب الشرقي والجنوبي، فيما تتقدم الوحدات الكردية من محور حلب الشمالي، حيث قامت “قوات سوريا الديمقراطية” بتثبيت مواقعها في مدينة الشدادي الغنية بالنفط بعد اعزاز وقطع طرق إمداد تنظيم داعش، هذا الأخير وجهت له أصابع الاتهام بخصوص عمليات تفجيرية شهدها حي الزهراء بحمص، وأدت إلى مقتل 42 شخصا، حيث تم استهداف مواقف للحافلات للطلبة.وتكشف سيرورة العمليات العسكرية عن رغبة لسوريا وحلفائها في ضمان تدعيم موقعهم التفاوضي، في انتظار أية ترتيبات سياسية لاحقة، حيث باتت المبادرة في الميدان لصالح حلفاء موسكو، مما يضيف لهؤلاء نقاطا، رغم تلويح السعودية وتركيا بإمكانية القيام بعملية برية وتشكيل منطقة آمنة تساهم في ضمان نوع من التوازن بين الفرقاء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات