38serv
تحوَلت خيم في ولايتي الجلفة والمدية مؤخرا، إلى “صيدليات شعبية” تبيع الأدوية، حيث استطاع مربيان للإبل قدما من ولايتي بسكرة وتندوف منذ سنتين، استقطاب مئات المرضى القادمين من مختلف الولايات السهبية وحتى الشمالية، بحثا عن حليب الإبل وبوله، اللذان يستعملان في علاج أمراض استعصى الطب الحديث على علاجها، على غرار السرطان والسكر وأمراض ضغط الدم ومختلف أنواع الحساسية والالتهابات الهضمية.“الخبر” زارت خيم هؤلاء المربين ونقلت شهادات زبائن قدموا من مختلف ربوع الوطن. ذاع صيت هذين المربيين، اللذان حطا رحالهما في كل من منطقة لالمية الواقعة بالقرب من مجرى وادي المالح على الحدود بين بلديتي بوغزول بالمدية وعين وسارة التابعة لولاية الجلفة منذ سنة 2014، وأصبحت خيمهم “محجَا” يتهافت عليه اليائسين من خدمات المستشفيات والمصَحات الخاصة. يقول السيد “م.ط “ الذي التقينا به رفقة شقيقه “ر.ط” بأنهما “زبونان دائمان لحليب وبول الإبل” وأنه “تربطهما علاقة صداقة مع صاحب الإسطبل السيد “ف” منذ أن استقر في المكان قبل ثلاث سنوات، قادما إليها من الرقيبات بولاية تندوف”. وكشف زبون آخر في حديثه مع “الخبر”، أنه “رغم بلوغ سعر اللتر الواحد من بول الناقة 200 دينار جزائري وحليبها بـ 500 دينار، إلا أن المتأخر عن موعد جمع الحليب في الفترتين الصباحية والمسائية، قد يعود فارغ اليدين بسبب الطلب الكبير عليهما”. وواصل “في بعض الأحيان يتدافع الزبائن على نقطة البيع، حتى أن بعضهم أصبح يحصل على حصته عن طريق الحجز والدفع المسبق، وبالخصوص مرضى السكري وضغط الدم والقولون”، كما أن الزبائن الذين يقصدونه ينحدرون من مختلف الطبقات الشعبية، “وبينهم إطارات سامية وحتى أطباء”، على حد وصف أحد الزبائن قدم من الجزائر العاصمة.أما فيما يخص تراجع الإنتاج مقارنة بالسنتين الأخيرتين، أردف مربي الإبل السيد “ف” في رده عن سؤال أحد الزبائن موضحا: “جفاف الأرض وتحوّل المراعي إلى أراض جرداء، كما أن الناقة الواحدة لا يمكن أن تنتج أزيد من أربع لترات يوميا، ولذلك يستحيل تلبية الطلب المتزايد للزبائن سوى بمضاعفة عدد النوق، الشيء الذي صار مستحيلا في غياب الكلأ”. ومهما كان الجدل حول صحة الإدعاءات العلاجية من عدمها بين الكثير من الفضوليين والزبائن الذين وجدناهم بالمكان، لاسيما فيما تعلق بـبول ناقة البكر، فإن الوافدين بغرض التداوي، يبادرون قبل غيرهم للدفاع عن فوائدها كعلاج مستنبط من الطب المذكور في السنة النبوية الشريفة استنادا إلى حديث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه أمر ناسا أصيبوا بمرض جوفي بشرب ألبان وبول النوق فتعافوا. كما يؤكد ذلك ابن سينا في كتابه “القانون في الطب” بأهمية بول “الإبل الأعرابي” في علاج داء الاستسقاء وأمراض الكبد والطحال المعروفة في الطب الحديث بالتهاب الكبد الفيروسي. إلا أن الطب الحديث ينفي ذلك ويأمر بالحذر من استعمال بول الإبل كونها تحوي مواد سامة، وهو ما يؤيده فريق من المتكلمين في الطب النبوي، بأن القاعدة في أن الإسلام لا يؤيد علاجا في نجاسة أو حرام. كل هذا يبقى مجرد جدل أصم عند هؤلاء الزبائن والمتهافتين على بول الناقة، كحال أحد الزبائن من مدينة البرواڤية الذي سبق له شرب بول الناقة “شربت كأسا منه فبدأت الغازات تخرج من معدتي تماما كما يحدث عند شرب المشروبات الغازية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات