38serv
تشير كل المعطيات الراهنة إلى أن السويسري جياني أنفانتينو الأقرب لخلافة مواطنه جوزيف سيب بلاتير على رأس الإتحادية الدولية لكرة القدم، رغم الدعم الذي يحظى به منافسه الأول على كرسي رئاسة “الفيفا”، البحريني الشيخ سلمان، من قارتي آسيا وإفريقيا، اللتين تضمنان له، حسابيا، مائة صوت.“حرب التموقع” لكل الاتحادات والكونفدراليات الكروية لمساندة المرشّح الأقوى والقيام بالاختيار الصحيح بلغت أوجّها، وحُسمت، قبل أربع وعشرين ساعة فقط، على موعد الانتخابات “التاريخية” للهيئة الكروية العالمية، كل الأوراق تقريبا، وأصبحت تميل الكفة، نظريا للمرشّح الذي يسانده الفرنسي ميشال بلاتيني، وقدّمه كبديل عنه بعد عقوبة الإقصاء التي طالت رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في قضية فضائح “الفيفا”.ورغم اقتناع كل المرشحين بأن إفريقيا، بمجموع أربعة وخمسين صوتا، هي التي ستجعل الكفة تميل لأحد المرشّحين، فإن إعلان رئيسها عيسى حياتو قبل أسابيع بأن القارة السمراء تساند ترشّح الشيخ سلمان، لم يضمن بالضرورة فوز البحريني، كون المائة صوت أقل مما قد يجنيه منافسه السويسري الذي يبقى متاحا أمامه مائة وتسعة أصوات، مجموع أصوات قارات أوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية وأوقيانوسيا، حتى وإن كان المرشحان خسرا مسبقا ثلاثة أصوات بسبب العقوبة المسلّطة على الاتحادات، وهي الكويت وأندونيسيا في آسيا وجبل طارق في أوروبا.وإذا كان الصراع عن بُعد، نظريا، يوحي بأنه من الصعب ترجيح كفة عن أخرى، بين أقوى المترشحين، جياني أنفانتينو والشيخ سلمان، فإن الكواليس هي وحدها التي ستضمن فوز أحدهما على الآخر، سواء بالأغلبية الساحقة في الدور الأول، أو خلال الدور الثاني الذي قد يكون الفاصل بينهما، من باب أن الشيخ سلمان، الذي جعل من آسيا وإفريقيا حصان رهانه، لا يملك الضمانات الكافية لتحقيق المائة صوت على الأقل، في ظل تمرّد بعض الاتحادات في إفريقيا وفي آسيا على الرئيسين عيسى حياتو والشيخ سلمان نفسه.وإذا كان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمّد روراوة، لم يعلن عن اسم المرشّح الذي سيمنحه صوته، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن روراوة سيخالف قرار حياتو وسيصوّت على أنفانتينو، وهي الخطوة التي ستقدم عليها عدة اتحادات أخرى في إفريقيا، ممن ترفض تمكين عيسى حياتو تعريض مصالح إفريقيا إلى الخطر، من خلال خيار الشيخ سلمان لأسباب لا علاقة لها بالجانب الإستراتيجي لرئيس “الكاف”، إنما لأسباب شخصية بحتة تتعلّق بحرص حياتو على غلق الطريق أمام المرشّح الذي صنعه ميشال بلاتيني، الرجل الذي أصبح أكبر أعدائه في عالم الكرة.وأمام هذا الوضع، فإن خيار روراوة والعديد من الكونفدراليات الإفريقية مثل ليبيريا واتحادات شمال إفريقيا التي دخلت في خلافات مع الكامروني على غرار تونس والمغرب، سيكون نقطة تحوّل على مستوى الكونفدرالية، كون فوز أنفانتينو المحتمل سيُضعف من موقف عيسى حياتو، ويجعل عديد الاتحادات الإفريقية تنتفض عليه قبل انتخابات “الكاف” في 2017، من أجل التصالح مع أنفانتينو بسبب انسياقهم (المنتظر) وراء حياتو للتصويت على الشيخ سلمان، ما يعني أن رئيس “الكاف” ارتكب خطأ استراتيجيا وأمضى على شهادة وفاته بإعلانه الحرب على أنفانتينو، وهو الخطأ الذي استغله روراوة وراح يستثمر فيه حتى يردّ الصاع صاعين لحياتو ويُسقطه بالضربة القاضية ويستعيد هيبته ونفوذه، ليس على مستوى “الكاف” فحسب، وإنما على مستوى “الفيفا” أيضا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات