38serv

+ -

 عثمان عريوات أفضل كوميدي في كل الأوقات ❊ أغنيتي “رسالة لبوتفليقة” سببت لي الكثير من المشاكل ❊ رفضت عرضا للتمثيل في فيلم سينمائي يخدش الحياءرفع من سقف الحرية في الفيديوهات التي ينشرها على اليوتيوب، وآخرها “التقشف في الجزائر” الذي رصد حالة الغضب الشعبي من فرض الضرائب على جيب المواطن وحقق نسبة مشاهدة كبيرة. البودكاستر الشاب أنس تينا يعتبر في هذا الحوار بأنه لا خطوط حمراء بالنسبة له سوى العائلة الجزائرية، كما يرى العدد الكبير المتزايد من رواد البودكاست مشهدا صحيا، وأن التمثيل لا يزال يراوده رغم ضيق الوقت بالنسبة له بسبب برامجه الرمضانية.كيف كانت بدايات أنس تينا؟ وهل فكرت يوما بأنك ستصل إلى ما وصلت إليه؟ لم أفكر أبدا في ذلك، فبداياتي كانت من خلال صور أعلق عليها، على شكل فيديو، وبدأ الجمهور يطالب بظهوري، وكان ذلك في 2011، في البداية تملكني الخوف، ولكن بالتشجيع واصلت، وأول فيديو كان عن المقارنة بين الجزائر وأوروبا في عدة مجالات. وبعدها بدأ تجاوب الناس معي، وحين بلغت الفيديو الخامس، كان أول اتصال مع قناة تلفزيونية وتعاملت معها في رمضان.ازداد اليوم عدد رواد البودكاست بشكل لافت في الجزائر.. ما رأيك؟بالنسبة لي هذا أمر إيجابي، فعندما ترى بأن عدة شبان ينتهجون نفس الأمر بدخول عالم “البودكاست”، ولكل مجاله وتخصصه ولمسته، فهذا ثراء وغنى في عالم اليوتيوب في الجزائر، ولكل مستواه ومكانته، وشرف لي لأني بدأت البودكاست وتابعني الكثيرون.تُوِّجت مؤخرا بلقب وجائزة البودكاست الأكثر شعبية. ما هو شعورك؟ أفرحني وأسعدني كثيرا أن أحصل على هذا الدرع والتتويج لـ “بودرير أورادس”، والأكثر من هذا أن يتم التصويت عليك من طرف الجمهور، وهذا يفرحني ويجعلني أحس بالمسؤولية أكثر من السابق، وآمل أن أبقى على نفس المستوى الذي اعتاد عليه الجمهور.رفعتَ من مستوى البودكاست، خصوصا مع فيديو التقشف. كيف تحقق ذلك؟الفيديو انتشر منذ أكثر من 15 يوما، وتجاوز مليون مشاهدة، وبالإحصائيات هذا الرقم لا يُمنح لك لا من أي وسيلة إعلامية ولا أي شخص، فالجمهور من يتابعك، وأنا عالجت التقشف بلسان الشعب، ولم أهاجم أحدا، بل كل الأشخاص الذين كانوا وراء قانون المالية في البرلمان والمسؤولين. والحمد لله خلق الفيديو موجة من التعليقات والصور مع الفيديو حتى لدى قوات الأمن والجيش الذين يدعمونني، وهذا يجعلني أعمل أكثر.هل ينتظر الجمهور على يوتيوب أنس تينا كل شهر بفيديو جديد أم لا؟ أن أعد الجمهور بذلك فهذا أمر صعب، إنجاز فيديو يتطلب وقتا طويلا ومصاريف، ولهذا أعمل على أن تكون النوعية هي الغاية الأولى حتى لا أقع في أزمة الكم على حساب المحتوى، وغالبا ما نتابع نحن الأحداث.هل من الضروري على البودكاستر اليوم أن يتابع الأحداث يوميا ليكون ملما بكل شيء؟ لا أقول إني أتابع كل الأحداث والمستجدات، لأني مع اللقاءات والحصص، ولكن عندما أختار موضوعا، أطالع عليه من كل النواحي، وأدقق في كل التفاصيل. وحتى بالنسبة للفيديو الخاص بالتقشف كنت أستعد لإنجاز فيديو آخر، لكن بالنظر لتطور الأحداث حول الموضوع، تخليت عن الموضوع الأول الخاص بسنة 2016، وعملت لمدة 15 يوما في تحضير وتصوير فيديو التقشف.تلتقي يوميا بجمهورك في الشارع، كيف يكون اللقاء؟ هذا يسعدني لأني أحتك يوميا بالجمهور، وهم من يحبونني، ويقترحون علي الأفكار، ويشكرونني، وهناك الكثير من الذين يلتفون حولنا ويشاركون معنا في التصوير، وترى ردة فعلهم مباشرة وكأنك في مسرحية على المباشر.هل سيتجه أنس تينا إلى مجال آخر كالتنشيط مثلا؟ إن شاء الله، أنا من بين الذين أدوا أغنية الراب في رسالة الرئيس، وربما أتجه إليه، أو مجال آخر جديد، وأنا أرى بأن البودكاست سيأتي فيه اليوم الذي يصل فيه إلى حد لا يصبح فيه لافتا للانتباه. وعندما يأتي اليوم نغير نحو التنشيط أو الراب أو مجال آخر.يلاحظ المشاهد بأنكم فريق من الممثلين والناشطين في اليوتيوب الذين يتعاونون مع بعض، على غرار شمس الدين ومروان قراوبي، كيف تقيم ذلك؟ هذا بالنسبة لي هو فريق العمل، كما هو الحال بالنسبة لـ “ديزاد جوكر” ومراون قراوبي، ونتعاون، ونحن في مجالنا، هناك منافسة لكن نتعاون ونسكن جميعا في العاصمة، ما سهل علينا التعاون والعمل معا.ما هي الخطوط الحمراء التي يضعها أنس تينا في أعماله؟ لا خطوط حمراء لي، وأعمالي موجهة لكل العائلة، وليس الشباب فقط من يتابعونني، لأنه بكلمات محترمة ومواضيع ومعالجة ملتزمة، وأنا أؤمن بحرية التعبير، فلا خطوط حمراء بالنسبة لي، رغم أننا في الجزائر والأمر صعب، وأقول كل ما عندي، بعيدا عن التجريح في شخص الإنسان. وفي السياسة أقول أي شيء، ومن يتطلب أن نقصفه نفعل ذلك بلا خوف لأني صريح والصراحة هي سلاحي.يوتيوب أرسل لك جائزة بمناسبة بلوغ قناتك على موقعه 100000 ألف متابع، كيف كان إحساسك؟ بالتأكيد كان لي الشرف أن أول جائزة يمنحها موقع يوتيوب في الجزائر كانت لقناتي والتي فيها تقريبا 36 مليون مشاهدة، وهذا شيء مشرف، وفي البداية لم أصدق، والشركة المكلفة بتوصيل الطرود اتصلت بي ولم أصدق. وعندما نشرت الصورة الخاصة بالدرع أعجبت الجميع، وقلت هذه ليست هدية لي بل للجزائر.في باقي أنحاء العالم، التمويل يكون من عائدات اليوتيوب، والمقابل المادي بحسب عدد المشاهدات، هل يحدث معك نفس الأمر؟ في الجزائر ليس نفس الأمر، والنسبة الخاصة بالعائدات ضئيلة جدا، فمقابل مليون مشاهدة تحصل على 60 أورو، وعندما توجهت إلى البنك طُلبت مني وثيقة من مدير يوتيوب تؤكد بأنه هو من أرسل لي المال حقيقة، ومع التحويل والاقتطاع يصبح المبلغ مجرد دنانير.إذن التمويل شخصي؟ التمويل شخصي في الإنترنيت، ولا نربح منه شيئا، فنحن نخسر المال لنسعد الجمهور، مثلا التقشف كانت تكاليف فريق العمل والتصوير، لكن عندما ينجح الفيديو ويلاقي الصدى فهذا هو ما يسعدنا كثيرا وينسينا التعب والمال الذي أخرجناه.هل نرى يوما ما أنس تينا في التمثيل؟ في كل مرة تأتيني عروض، لكن كل سنة في رمضان أكون منشغلا بعمل سلسلتي، تسجيل 30 حلقة أمر ليس بالسهل، تلقيت عروض تمثيل في أفلام سينما، ولكنني رفضت بسبب لقطات غير لائقة وضد مبادئي. قد تشارك بالفيلم في مهرجان كان ومهرجانات أخرى وتحصد الجوائز، لكنك كشخص غير مقتنع بذلك.ما هي المشاكل والعراقيل التي أثرت عليك بسبب صراحتك؟ لا أدري إن كان وراء الرسالة، لكن العراقيل، نحن نقول ما لدينا، ولسنا في التسعينيات من تسبب له الإزعاج يقتلك، اليوم تغير الوضع، انسحبت العقود الإشهارية بسبب الخوف. وهذا ما يحرمنا من تمويل أعمالنا في اليوتيوب. ولا أظن بأن بوتفليقة مثلا يقول لمدير التلفزيون لا تتعامل مع أنس تينا. ونحن في 2016 ومن المفروض أن نتقدم، لكننا نتأخر بسبب العقليات.ماذا تقول عن هؤلاء..الراحل حسين آيت أحمد؟ أسطورة، ومن الرجال القلائل في البلاد، وأنا ما يعجبني فيه رحمة الله عليه، وبما أني من منطقة القبائل، أنه أعطى الصورة الحسنة عن منطقة القبائل غير المعادية لا للغة العربية ولا للدين الإسلامي. فهو دافع عن مبادئه الديمقراطية من دون المساس بهما، وأعطى الصورة الأصلية والحقيقية لسكان منطقة القبائل، ومواقفه رجولية من الثورة إلى وفاته، للأسف نُفي ولم يكرم في الجزائر، والجنازة الشعبية هي أفضل تكريم له.عثمان عريوات؟أسطورة الفن والتمثيل، وكنت التقيته وقال لي إن أعمالي تعجبه، وهذه شهادة أعتز بها كثيرا، وأنا أرى بأن عثمان عريوات أفضل كوميدي في الجزائر لكل الأوقات.رشيد نكاز؟ أنا لا أستطيع أن أكون معه، لأني لست مع أحد من السياسيين، لكنه شخص طيب، وفي الشارع أقنع الشعب الجزائري.أين يقضي أنس تينا عطلته الصيفية عادة؟ أنا أحب جيجل، وأزور المناطق البعيدة والمعزولة التي لا يصلها البشر كشواطئ بني بلعيد، وبالتأكيد لا أتخلى عن الدشرة التي هي منطقتي إلماين بمنطقة القبائل.رسالة أخيرة لجمهورك؟ أولا شكرا لجريدة “الخبر” على اللقاء، وأقول لجمهوري شكرا لكم ويعطيكم الصحة، وكل من يرسلون لنا في الفايسبوك الرسائل، فمن الصعب الرد عليها كلها، وأقول لهم أحبكم كثير، وأخبركم بأني أقرأ كل تعليقاتكم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات