38serv

+ -

اختتمت سهرة أول أمس، بقاعة السينماتيك، فعاليات الطبعة الخامسة لأيام الفيلم الأردني بالجزائر، بعرض فيلم “ذيب” المرشح لجائزة أوسكار لأحسن فيلم الأجنبي، لمخرجه الأردني ناجي أبو نوار، بحضور جمهور غفير. تدور أحداث الفيلم الذي أمتع جمهور قاعة السينيماتيك التي امتلأت عن آخرها بواحات الأردن، حيث سافر المخرج بالجمهور لمدة ساعة و40 دقيقة بين ربوع الصحراء الشاسعة من مناظر جميلة اختلطت فيها الرمال بالدماء، وامتزجت رائحة الهواء والطبيعة برائحة الموت ورصاص البندقية التقليدية، وخيّم على جمهور القاعة السكوت للاستمتاع بالعرض وقوفا.يعود الفيلم إلى حقبة الحرب العالمية الأولى وبالضبط سنة 1916، أين كان النزاع بين الدولة العثمانية والإنجليز ما يزال محتدما بصحراء الأردن، بطل الفيلم فتى بدوي صغير لا يتعدى سنه 11 سنة، يدعى ذيب، وهو في الحقيقة اسم على مسمى، فهو ذكي وفضولي ومغامر في الوقت نفسه، كانت قبيلته تنعم بالسلام، لكن الأمور تغيرت بعد أن حل عليهم أعرابي رفقة رجل من العسكر الإنجليز، وطلبا مرشدا لهم لاجتياز الطرق الصحراوية الوعرة والالتحاق بالسكة الحديدية، لم يكن أهل القبيلة على علم بنوايا الإنجليزي الذي كان يحمل صندوقا كبيرا من الحطب، فكان حسن أخ ذيب هو المرافق، لكن ذيب لم يشأ البقاء وقرّر اللحاق بأخيه، وهنا تبدأ متاعب الأخوين في رحلة محفوفة بالمخاطر والموت في كهوف ورمال الصحراء الشاسعة، كان ذيب كثير السؤال والفضول حول هوية الإنجليزي وما يحمله الصندوق، الشيء الذي أثار حفيظة الإنجليزي في كل مرة. تتواصل رحلة الأخوين بربوع الصحراء، لكن قطّاع الطرق يهاجمونهم ويموت حسن والإنجليزي ومرافقه ويبقى ذيب الذي نجا بأعجوبة بعد سقوطه داخل البئر، لحظات مؤلمة يعيشها الفتى الذي تأثر لموت أخيه وتاه في الصحراء، حيث لا يرى سوى كثبان الرمال والجبال الصخرية، ولا يسمع فيها إلا أصوات الذئاب ليلا. لم تكن الصحراء أبدا فارغة، كما كان يظن، ففي لحظات اليأس التي بدأت تراود ذيب، يلمح جملا قادما من بعيد، يقترب إليه بخطى سريعة ومرتجفة من شدة الخوف والجوع والعطش، وإذا به جمل يحمل رجل مصاب فقد وعيه، هنا يبدأ الجزء الأخير والمثير في الفيلم، تكون علاقة ذيب بالغريب علاقة حذرة في البداية، لكن سرعان ما تتلاشى، بعد حديث ونقاش بينهما، اتضح أن الرجل هو من قتل رفقاء ذيب، لكن الغريب تحجّج بأنه هاجمهم بحجة وجود الإنجليزي، ذيب المعروف بفضوله فتش كل محمولات الغريب ووجد الصندوق الذي كان للإنجليزي، لكنه استعصى عليه فتحه، ويبقى الصندوق اللغز المحيّر لذيب الذي اضطر إلى مرافقة الغريب حتى وصولهم إلى ممر السكة الحديدة، وهنا بدأ يتلاشى الغموض على فكر ذيب، واتضحت له الأمور بعد أن اكتشف  فحوى الصندوق وهدفه وحقيقة الرجل الغريب. كانت ردة فعل جمهور القاعة تقريبا نفسها كون الجميع خرج معجبا بقصة الفيلم، منهم سيدة متقاعدة قالت إن قصة الفيلم التاريخية ذكّرتها بفترة الثورة التحريرية الجزائرية، مؤكدة أنها معجبة وفخورة بالإنتاجات العربية التي وصلت للعالمية، وحسب السيدة فهذا يعتبر تقدّم كبير تعرفه السينما العربية مقارنة بالسنوات الماضية، وهو مؤشر لتقدم الإنتاج السينمائي.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات