38serv
اتفق المراقبون للشأن الإيراني على المنعطف الجديد الذي ستساهم الانتخابات الإيرانية في تحديده، عبر مشهد حزبي وسياسي جديد يضمن للتيارات المعتدلة والإصلاحية موقعا أكبر وأهم في الهيئة التشريعية وتقاطعا بينها وبين الهيئة التنفيذية ممثلة في الرئيس حسن نوراني، فمع استمرار الكشف عن نتائج الانتخابات وبعد ترسيم انتصار المعتدلين والإصلاحيين مكاسب واسعة في مجلس الخبراء والشورى في العاصمة الإيرانية طهران، يسجل هؤلاء أيضا في عدة مناطق تقدما، دون أن يكون ذلك بنفس القدر والمستوى لاسيما في المدن الداخلية والدينية. على الرغم من تفاوت النتائج وحصيلة تحالف القوى الإصلاحية والمعتدلة، فإن هذه القوى الممثلة للرئيس حسن روحاني كسبت بلا شك رهانا كبيرا، على مستويين الأول: أنها نجحت في الاستحواذ على نسبة كبيرة من المقاعد في مجلس الخبراء ومجلس الشورى، أما المستوى الثاني فيخص إزاحة عدد من الرموز والوجوه البارزة على المستوى السياسي من معسكر المحافظين، ورغم احتفاظ رئيس مصلحة صيانة الدستور أحمد جنتي مقعده، فقد خسر كل من رئيس المجلس الحالي آية الله محمد يزدي، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي مقعديهما.وفيما تم ترسيم انتصار الرئيس الإيراني حسن روحاني، وحلفاؤه بـ15 مقعدا من أصل 16 مخصصة لمدينة طهران، وحصدوا كامل المقاعد الثلاثين بمجلس الشورى، لا تزال عملية فرز الأصوات جارية في باقي مدن البلاد، فقد تباينت النتائج بين الإبقاء على سيطرة المحافظين في مناطق تصوت تقليديا لهم، منها المناطق الداخلية والمدن الشيعية المقدسة وبين تقدم للإصلاحيين.ومع ذلك فإن وسائل الإعلام الإيرانية ركزت في مجملها على ما اعتبر فوزا حاسما للإصلاحيين، وإحدى تبعات الاتفاق النووي الذي افتكه الإصلاحيون، على غرار افتتاحية جريدة الشرق، بينما افتتحت صحيفة الوفاق بعنوان عريض “رسائل إيرانية على ورق الانتخابات”، معتبرة بأن الانتخابات شكلت أول تطبيق عملي للإرادة والوعي الإيرانيين بعد الاتفاق النووي، فجاء هذا التطبيق ليؤكد عقم الأمنيات بعض الدول في حدوث ضعف أو وهن في الإرادة والوعي الإيرانيين، فقد رد الشعب الإیراني ردا حضاریا راقيا وعبر صنادیق الاقتراع.وقبل الكشف النهائي عن النتائج، بدأ الجدل يعلو بين الإصلاحيين والمعتدلين من جهة والمحافظين من جهة أخرى، حيث اتهم المحافظون منافسيهم بالتآمر مع الغرب لإعاقة اختيارهم في مجلس الخبراء، ويتم التركيز على هذه الهيئة لكونها المؤثرة في مسار اختيار المرشد المقبل، الذي عادة ما يكون في صف المحافظين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات