38serv
نشر شباب من مواطني الشريط الحدودي الغربي للبلاد، على شبكات التواصل الاجتماعي، أغنية ساخرة، معبّرة عن الوضع بالمنطقة، تحت عنوان “دادة ويا دادة راها تبلّعت الحدادة” في إشارة إلى بروز معالم حراك اجتماعي وثقافي جديد بقرى ومدن الشريط الحدودي الغربي للبلاد. انتشرت في الآونة الأخيرة، أغنية ساخرة لشباب من بلدة باب العسّة الحدودية ثمانون كلم غربي مقر الولاية تلمسان، بعد تضييق السلطات الخناق على المهربين، خاصة مع تفعيل آليات وإجراءات إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب المغلقة في الأصل منذ سنة 1994 بقرار من الدولة الجزائرية. عرفت الأغنية رواجا ومتابعة كبيرين بمجرّد طرح فيديو الأغنية على موقع شبكات التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” بمشاهدة قاربت العشرة آلاف متابع في الساعات الأولى من وضع الأغنية. ويؤدي الأغنية شباب هاوي مهنتهم الأساسية التهريب أو كما يطلق عليهم “الحلابة” يتقدّمهم نور الدين كلاسي بطريقة العزف المنفرد، وقد بدا متحكما في أوتار آلة الڤيثار وفي عزف بدا أيضا محترفا ومتقنا، وبلغة عاميّة محلية بسيطة عبّرت الكلمات عن تبعات الغلق الفعلي للحدود ودخول مئات الشباب في بطالة، حين يقول صاحب الأغنية “الحالة ولات ظلمة، لا خدمة، لا لحمة، لا عظمة”، في إشارة إلى تدني القدرة الشرائية بعد أن وجد الشباب من “شبكات الحلابة” من محترفي تهريب الوقود نحو المغرب، أنفسهم في بطالة بفعل الرقابة المفروضة من عناصر الحدود على الشريط الحدودي، وبفعل توسيع الخندق الفاصل بين البلدين من طرف الجيش الجزائري، لتصبح مشاهد العبور والتصدير غير القانوني للمواد المدعمة من الجزائر نحو المغرب شبه مستحيلة. وفي هذه الأغنية يضيف المؤدي “قادة يا قادة خوات الزوادة، الحلاب هبّط كابو والحمار دا روبو”، ويقصد بها أن المهرّب الحلاب أغلق وركن سيارته في حين أحيل “الحمار” على العطلة، وهو الحيوان الذي كان له شأن بالمنطقة لاستعماله في نقل الوقود المهرّب، وفي الأخير يقترح المغني على الشباب إعادة برمجة حياتهم للتعود على الظروف الجديدة والبداية من الصفر لبناء حياة اجتماعية واقتصادية بعيدة عن التهريب ومشاكله، رغم ما كان يدرّه من أموال كبيرة على أصحابه في الضفتين الحدوديتين بالجزائر والمغرب مقابل أضرار جسيمة كانت تلحق بالاقتصاد الوطني.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات