38serv
خرج آلاف المصريين في محافظة الدقهلية في مسيرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بسحب الثقة عن النائب البرلماني توفيق عكاشة وإسقاط الجنسية المصرية عنه، على خلفية استضافته للسفير الإسرائيلي بمنزله، وهو ما أغضب البرلمان وتم تحويله للجنة خاصة والتحقيق معه، وطالب بعض النواب بسحب الحصانة البرلمانية عنه وطرده من المجلس.ورفضا لاستضافة سفير الكيان الصهيوني، قام النائب كمال أحمد بضرب عكاشة بالحذاء، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ البرلمان المصري، واقعة زلزلت قاعة مجلس النواب، الذي اهتزت جدرانه بالتصفيق والمباركة لهذا الموقف، الذي وصفه الكثير بـ”البطولي”، بينما رأى آخرون بأنه موقف لا يليق بنواب الشعب، وإن استهجنوا فكرة التطبيع مع الصهاينة، علما بأنها المرة الأولى التي يستقبل فيها نائب بالبرلمان المصري مسؤولا إسرائيليا.وفي السياق، يقول رامي محسن، الباحث في الشؤون البرلمانية، عن واقعة ضرب النائب توفيق عكاشة بالحذاء على خلفية استضافته للسفير الإسرائيلي، إن له عدة أبعاد من الناحية السياسية والبرلمانية، مؤكدا بأن ما حدث مخالف لكل الأعراف، ولم يستبعد إسقاط العضوية البرلمانية عنه، لكنه حذر من محاولة تضخيم الواقعة بما سيؤثر بشكل سلبي في الشارع المصري، موضحا في تصريح خص به “الخبر”، “هناك تصعيد إعلامي غير مسبوق وغير موزون ومحاولة لتشويه البرلمان كاملا ورسم صورة سوداء عن كل النواب، وهذا خطأ كبير يجب أن ننتبه جميعا له، هذه خطورة حقيقية وبالتالي يجب علينا التصدي لها وإعادة الصورة الحقيقية لمجلس النواب وإعادة ثقة المواطنين فيه، لأن ما قام به عكاشة تصرف عن شخص واحد، لا يمثل 600 نائب بالبرلمان، لكن هذا لا يبرر ما أقدم عليه من فعل، وأنا أعتبره “تصرفا مشينا”، وقد أصبح حديث الشارع، وهنا أحذر من تبعات ذلك، لأن ثورة 25 يناير اندلعت رفضا لأداء البرلمان، وأخشى من ثورة جديدة، ولا أعرف كيف سيوجه عكاشة المجتمع المدني، بالرغم من أنه مخضرم سياسيا ويدرك جيدا خطورة ما قام به، وإن برر موقفه بأنه قد أعلم الأجهزة الأمنية بالاستضافة، لكنه لم يستضف السفير الإسرائيلي بصفة شخصية، وإنما بصفته البرلمانية، ولا يمكن الفصل بين الاثنين، هو استضافه وتحدث باسم مصر والبرلمان، وأخذ منه وعودا فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، والصحافة الإسرائيلية أبرزت ذلك، وأنا متخوف من أن تستغل الحادثة في أسباب أمنية ستؤثر في كل الدول العربية، وهنا أسأل عكاشة: كيف لك أن تستضيف السفير الإسرائيلي، بينما لم تفكر في استضافة السفير القطري مثلا؟! وأستغرب مواقفه المعادية للكيان الصهيوني قبل ثورة 30 يونيو”.وتابع “أما فيما يتعلق بالناحية البرلمانية، فواقعة قذف أو ضرب نائب لنائب آخر بالحذاء، فهي مخالفة للسوابق وحقوق وواجبات النواب واللائحة البرلمانية، وبالتالي استوجب تحويله طبقا للائحة إلى لجنة القيم، وبما أنه لم تشكل اللجنة بعد، فقد تم تشكيل لجنة خاصة لتوقيع العقوبة على النائب أحمد، وهي واقعة تستحق العقاب عليها، مع الإشارة إلى وجود مؤيد ومعارض لهذا التصرف لكن من المهم والواجب أن نحترم لوائح المجلس، وما حدث تقصير واضح وصريح من إدارة الجلسة أيا كان السبب، اعتداء نائب على آخر صورة غير سليمة، وتكشف عن عدم احترام النائب لرئيس المجلس والمنصة وخروجه عن السياق”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات