38serv
صورة “السلفي” التي التقطتها له ابنته قلبت مواقع التواصل الاجتماعي في ظرف ساعات، وصار أشهر عامل نظافة في الوطن العربي، وتناقلت أخباره القنوات التلفزيونية العربية ومواقع الأنترنت، لكنه نسب إلى تونس وتارة إلى المغرب، ولا أحد كان يظن بأنه جزائري، إلا بعد نشر صورة له في اليوم الموالي. فمن هو صاحب الصورة؟ وما قصة العمرة التي سيتكفل بها مواطن سعودي مكافأة له على تربيته لأبنائه وتفانيه في العمل؟غزت صورته “الفايسبوك” واعتبرت صورة اليوم، واعتبرتها الكثير من المواقع صورة كل يوم، وعنونت بـ”فتاة تلتقط “سلفي” مع والدها “عامل النظافة المناضل” تعبيرا عن فخرها به”. هو عمي حسين، 53 عاما، عامل نظافة ببلدية دالي إبراهيم بالجزائر العاصمة، الكل يعرفه في الشارع والطرقات، ويحيه بتحية عسكرية كما يشاء أن يفعل هو احتراما للناس وتقديرا لمهنته التي يمارسها منذ أكثر من 30 سنة.“الخبر” التقته في الشارع كما يتواجد هناك دائما، وتحدثت معه عن حياته التي يلخصها في كلمة واحدة “الكفاح”، فقد كافح حسين ناجم منذ صغره إلى زواجه، وصولا إلى اليوم.يقول: “أمارس مهنة عامل النظافة منذ شبابي، وأحب مهنتي كثيرا، وهي مصدر رزقي الوحيد”. وبعفويته يشكر مسؤولي البلدية، رغم أنه لم يأخذ حقه بعد، فتصوروا أنه لا يتقاضى سوى مبلغ 10 آلاف دينار شهريا، بل كل شهرين أو ثلاثة. ويرجع السبب إلى مشاكل في عمله، يرفض الحديث عنها، تسببت له في الكثير من المتاعب المالية لولا مساعدة ابنه البكر له في مصاريف البيت.عمي حسين الذي ترسم تجاعيد وجهه شيخا رغم أنه لم يبلغ الستين، لايزال جسمه متعبا مرهقا ونحيفا، ولا يعرفه أحد من دون اللباس الأخضر ونقالة الأوساخ وأدوات عمله.لديه 7 أولاد أكبرهم يبلغ من العمر 36 عاما وهو متزوج حديثا، وبسبب متاعب العمل والإرهاق، خصوصا أنه لا يتوقف عن دفع نقالته وتنظيف الأرصفة والطرقات، أصيب بضعف في السمع. ومع هذا، يتحدى حسين ناجم كل الصعاب والمشاكل التي تواجهه ليقابل كل هذا بابتسامة عريضة، فهو المحبوب لدى الجميع خصوصا في دالي إبراهيم، حيث يعمل صباح مساء.سعودي يتبرع له بعمرةومع انتشار صورته والتعاليق الكثيرة على “الفايسبوك”، وصل مدى الافتخار بعمي حسين إلى المملكة العربية السعودية، حيث قرر مواطن سعودي يدعى خالد بن فيصل التكفل به عن طريق دفع تكاليف عمرة كاملة له. وكتب خالد على تويتر “وأنا أفتخر بوالدها، وأبلغوه بأنني أٌقدم له عمرة إلى مكة بكل تكاليفها متى أراد هذا”.ومع ذلك، فإن عمي حسين لا يملك أصلا جواز سفر، ويتمنى أن تتم مساعدته من أجل إتمام كل الإجراءات ليتمكن فعلا من الذهاب إلى العمرة التي كانت حلمه وأمنيته. وينتظر أن يتم استكمال كل الإجراءات من أجل تمكينه من العمرة، خصوصا أن خالد بن فيصل في تواصل مع الفتاة صاحبة “السلفي“ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإفادته بالوثائق اللازمة وتمكينه من العمرة. ويقول عمي حسين عن الفتاة التي التقطت له صورة “السلفي” “هي ليست ابنتي من لحمي ودمي، لكني ربيتها وهي بمثابة ابنتي أو أكثر، وأنا أشكرها كثيرا، لأنها تمنت لي الخير وحصل ذلك؟”.وعن الشهرة التي وصل إليها عمي حسين، يقول مبتسما: “لم أتوقع أن يصل حجم الشهرة وصدى الصورة إلى هذا الحد، والحمد لله على كل شيء”. ويبقى الوضع الاجتماعي المحرج لعمي حسين يستدعي اليوم أن تتكفل به مصالح بلدية دالي إبراهيم، ويحتضنه كل سكانها ويساعدوه بما ملكوا، خصوصا أنه أفنى عمره في العمل كعامل نظافة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات