38serv
في حديثه عن التعب المزمن وإمكانية كونه مؤشرا على إصابة الشخص المعني بالأمر بمرض خطير يجهله أو مرض نادر، أوضح البروفيسور منصور بروري رئيس مصلحة الأمراض الباطنية بعيادة أرزقي كحّال بالأبيار التابعة للمؤسسة الاستشفائية لبئرطرارية، أن ملازمة التعب للشخص مدة طويلة مرده إلى الإصابة بمرض ما يجب الإسراع في الكشف عليه، موضحا ذلك في الحوار التالي.هل هناك علاقة بين التعب وعديد الأمراض التي تصيب الإنسان؟طبعا هناك علاقة وطيدة بين التعب والأمراض العضوية، لكن يجب أولا أن نوضح للقارئ أي نوع من التعب، فالتعب العادي الذي تعالجه الراحة والنوم الكافي لا علاقة له بأي مرض، في حين نجد أن التعب الذي يتواصل مع صاحبه ويدوم أكثر من 6 أشهر، ولا يوجد له تفسير بل يؤدي إلى تقهقر صحي ملحوظ، هو الذي تطرح حوله الأسئلة ومن شأنه أن يكون مؤشر خطر على صحة الشخص المعني بالأمر.إذن هل بالإمكان اعتبار التعب المزمن في حد ذاته مرضا؟ ربما، فنحن بصدد التأكد من ذلك، حيث أن أول خطوة نقوم بها مع الأشخاص الذين يقصدوننا شاكين من التعب المتواصل، ممثلة في تأكدنا من عدم إصابتهم بأي مرض عضوي، وذلك بالكشف عنهم وإجراء التحاليل، لنبدأ بعدها مرحلة البحث عمّا وراء هذا التعب المحيّر، وأفتح هنا القوس لأشير بأنه حينما بدأنا بالكشف عن التشوهات المناعية للأشخاص الذين يقصدوننا للعلاج من التعب المزمن، وجدنا بأن هناك تذبذب على مستوى الخلايا المناعية يجعلها تفرز ما يسمى بالـ “السيتوكينات”، وهي جزيئات شبيهة بالهرمونات والنواقل العصبية تتدخل في الكثير من الأمراض المعدية والالتهابية وتتسبب في حالات التعب المزمن، ورغم محاولات تطوير بحوثنا في هذا المجال، لم نتوصل بعد إلى الحقيقة الكاملة، وقد نتوصل ربما في المستقبل إلى أن هذه الحالات هي أمراض قائمة بذاتها.هل تستقبلون مرضى يشتكون من التعب الدائم؟ يوميا وبالعشرات، وأود هنا أن أشير أن التعب بات من أكثر أسباب الاستشارات الطبية التي تصادفنا كل يوم، ونتوصل طبعا في كثير من الأحيان إلى معرفة السبب الذي عادة ما يكون عضويا، ويوجب علينا أن نمنح صاحبه إجازة مرضية ليستعيد أثناءها نشاطه، وكثيرا ما نضطر لتمديد تلك الإجازة والمهم أن يستعيد المريض عافيته، وهي الحالات التي نتوصل معها لمعرفة أسباب ذلك التعب، لكن يحدث أن يتعلق الأمر بالتعب المزمن غير المفسّر الذي أشرت له من قبل.وكيف يمكن حسبكم أن نتفادى حالات التعب؟طبعا بالأكل الصحي الجيد وممارسة الرياضة بصفة دائمة، فالشخص الذي يمارس أي رياضة باستمرار، بإمكانه أن يجابه كل عدوى فيروسية والتي لن تؤثر عليه مثلما تؤثر على الذي لم يمارس قط الرياضة، كما أن تشجيع التلقيح من شأنه أن يقي من التعب والأمراض الناجمة عنه، مثل اللقاح المضاد للزكام واللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي عند الأطفال، وهو الداء الذي من شأنه أن يعطي تعبا شديدا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات