38serv
أكدت العقوبات الصارمة التي سلّطتها الرابطة الوطنية للهواة على المتسبّبين في أحداث العنف الأخيرة، التي وقعت على هامش ثلاث مباريات، احترام هيئة علي مالك للقوانين العامة المسيّرة لمنافسة الهواة، مستندة إلى المآسي التي وقعت، وفق التقارير التي وصلتها من الجهات المعنية، متجاهلة سياسة “السّلم الاجتماعي”، التي غالبا ما كانت تلجأ إليها الرابطة المحترفة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم.على عكس هيئة محفوظ قرباج، التي غالبا ما لجأت إلى “القرارات الشعبوية” عند دراسة قضايا الانضباط، ذات “الضغط العالي”، مقتدية بالسياسة المنتهجة من الحكومة، ما حال دون التخفيف من حدّة العنف المستفحل في ملاعبنا عبر أرجاء الوطن، فقد أكدت الرابطة الوطنية للهواة التزامها بالنصوص القانونية، بدليل أنها الهيئة الوحيدة التي تملك الاعتماد ولم تعرف هزّات كبيرة، مقارنة برابطات أخرى، لأن لجانها تستند للقوانين لإصدار قراراتها، آخرها العقوبات المسلّطة على اتحاد عنابة وشباب حي موسى واتحاد خميس الخشنة ونادي الرغاية، التي أحدثت ضجة كبيرة لدى الشارع الكروي الجزائري، كونه لم يتعوّد على مثل هاته العقوبات الصارمة، إذ لم تأخذ لجنة الانضباط بعين الاعتبار اسم وطموح اتحاد عنابة في لعب ورقة الصعود في اتخاذ قرار معاقبته، رفقة منافسه شباب حي موسى، بالحرمان من الجمهور إلى غاية نهاية الموسم، وتسليط أقصى العقوبات على لاعبي اتحاد عنابة وشباب حي موسى محمد بوترعة وحسام بوتسطة على التوالي (سنتان)، واقتراح إقصائهما مدى الحياة، شأنهما شأن 4 لاعبين من اتحاد خميس الخشنة وهم رضوان مقراني، وجلال هجرسي، وإيدير مقدم، وعمر نقيب، المتّهمين من قبل الحكم بعزيز بالاعتداء عليه، عقب إعلانه لضربة جزاء للفريق الزائر شباب جيجل، دون معاقبة ملعب خميس الخشنة، لأن مناصري الفريق لم يصدر عنهم أي تصرّف منافٍ للأخلاق الرياضية.أما نادي الرغاية، الذي أقرّت لجنة الانضباط خسارته على البساط، فقد عوقب بلقاءين دون جمهور، بسبب اقتحام أحد مناصريه لأرضية الميدان، ما تسبّب في فوضى واشتباكات بين اللاعبين، وكلّف كلا من رزقي فرحي، حارس شبيبة الشراڤة، وكريم عريبي من نادي الرغاية عقوبة 6 مباريات.أقرّت بخسارة مولودية المخادمة على البساط و”الفاف” كسرت القرارولم تكن هذه العقوبات ظرفية، نظرا لجسامة الأحداث، بل سبق للرابطة الوطنية للهواة إصدار عقوبات صارمة، على غرار العقوبة المسلّطة، هذا الموسم، على فريق مولودية المخادمة عندما عاقبته بأربع مباريات دون جمهور، منها اثنتان خارج ورڤلة، على خلفية الفوضى التي حدثت في لقائه أمام جيل حي الجبل.كما كان لها (الرابطة) الشجاعة في إقرار خسارة مولودية المخادمة على البساط أمام نجم البرواڤية، في آخر جولة من الموسم الماضي، وبالتالي نزوله إلى قسم ما بين الجهات، على خلفية الاعتداءات التي تعرّض لها لاعبو نجم البرواڤية عند وصولهم إلى مركب ورڤلة، قبل أن تقرّ “الفاف” بإعادة اللقاء بملعب الأغواط في غياب الجمهور. واعتبر القرار، آنذاك، ضمن سياسة ربح “السلم الاجتماعي” لأهل الجنوب، بسبب الجو المكهرب هناك على خلفية قضية “الغاز الصخري”. وعليه، لا يستبعد أن تلجأ الاتحادية إلى هذا الحلّ من أجل تهدئة الأوضاع، خاصة بعد الفوضى التي حدثت في مدينة “بونة” عقب الإعلان عن العقوبات، مساء أول أمس، ما قد يشجع على استمرار آفة العنف في ملاعبنا.الأندية المعاقبة تصف قرارات الرابطة بالمجحفةرغم الأحداث المؤسفة التي وقعت، فقد وصف رئيس اتحاد عنابة محمد الهادي كروم العقوبات في حق فريقه بالسابقة، رغم أن تقرير الحكم، حسبه، دوّن فيه أنه أوقف اللقاء بسبب اعتداء أحد لاعبي شباب حي موسى عليه، وفريق اتحاد عنابة ليس له أي دخل في هذا الأمر: “ومن المفروض أن تمنحنا الرابطة النقاط الثلاث، مثلما فعلت مع شباب جيجل على حساب خميس الخشنة، ولهذا فوجئنا بهذه القرارات المجحفة والظالمة، ولهذا سنقوم بالإجراءات اللازمة”، على حد قول كروم، الذي أشار إلى أن إدارته ستقدم، اليوم، طعنا لـ “الفاف”: “وبإذن الله سنسترجع حقنا، ما دامت القوانين تصب في صالح فريقي، زيادة على أن الرابطة اتخذت القرار بسرعة ولم تقم باستدعائنا، واكتفت فقط باستدعاء الحكم”.كما استغرب رئيس شباب حي موسى، محمد مليط، للقرار الصادر في حق فريقه، الذي يتناقض، حسبه، مع ما تمّ تدوينه في ورقة اللقاء، وتساءل: “كيف يتمّ معاقبة الفريق بالخسارة على البساط، والكلّ يعلم أن حادثة اعتداء لاعب اتحاد عنابة على لاعبين من حي موسى بسلاح أبيض، كانت السبب الرئيسي فيما حدث من فوضى”، معتبرا عقوبة مواصلة اللعب دون جمهور إلى غاية نهاية الموسم ظلما في حق الفريق، كون أنصار فريقه لم يقتحموا أرضية الميدان، رغم استفزازات الحكم ولاعبي عنابة، مشيرا إلى أن الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين الشرطة كانت خارج الملعب: “والأكثر من هذا، فقد ساوت الرابطة في عقوبة الإقصاء لسنتين بين لاعب اتحاد عنابة، الذي اعتدى على لاعبي حي موسى بالسلاح الأبيض، أو ما يعرف بـ (حادثة المقص)، ولاعب حي موسى حسام بوتسطة، مع أن هذا الأخير تمّ تدوين اسمه من طرف الحكم خطئا ولم يقحم نفسه في الأحداث”.وعليه، فقد قررّت إدارة الفريق إيداع طعن لدى “الفاف”، مرفق بملف يثبت عدم مسؤولية فريقها في الأحداث التي شهدها لقاء اتحاد عنابة.أما رئيس نادي الرغاية، رابح مسرور، فقد اعتبر العقوبة مجحفة في حق فريقه، مشيرا أولا إلى أن الشخص الذي اقتحم الميدان لم تحدد هويته بأنه فعلا من الرغاية، وثانيا ما حدث في اللقاء ضد شبيبة الشراڤة لا يستدعي معاقبة فريقه بحرمانه من الجمهور في لقاءين، لأنه لم تحدث فوضى عارمة: “بدليل تسليط عقوبة 6 مباريات على لاعب من كل فريق”.ومن جهته، بدا رئيس اتحاد خميس الخشنة عبد الرحمن جعدون، متأثرا بالعقوبات الصادرة في حق فريقه، وبالأخص المتعلقة باللاعبين الأربعة: “لم أجد ما أقوله، فأنا محبط جدا جراء العقوبات المسلطة على 4 لاعبين أساسيين، ما سيؤثر سلبا على مشوار الفريق، خاصة وأننا نطمح للبقاء في السباق نحو الصعود عند استقبالنا الرائد نادي الرغاية”، على حد قول جعدون، الذي أوضح أن فريقه سيطعن في القرار لدى “الفاف”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات