38serv
عانت التهميش والإقصاء والتمييز، ولم تنعم بأدنى حقوقها المشروطة كالتعليم، ذنبها أنها ولدت بإعاقة حركية، رغم أن عقلها سليم مئة بالمائة، بل هي أذكى عن باقي إخوتها في العائلة.خديجة زيدي، برعمة في عمر الزهور، 11 سنة، كانت تعاني من مرض الصلب المشقوق على مستوى رجليها منذ ولادتها، أعاقها عن السير واللعب رفقة باقي أقرانها، مما جعل والدها محمد يتنقل بها من مستشفى إلى آخر، إلا أن جميع الأطباء وقتها رفضوا التكفل بها، بحجة أن الرضيعة ستلقى حتفها بعد 6 أشهر على أقصى تقدير.يقول والد خديجة محمد: “رميت المنشفة، وقتها، بعد أن قطع أطباء الجزائر الأمل في نجاة خديجة التي كانت في ربيعها الثالث”، إلا أن انتقال طفل كان يعاني من نفس المرض الذي ألمّ بخديجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أين أجرى عملية جراحية ناجحة، أعاد بذور الأمل إلى الوالد،ومن ثم انطلق في رحلة جديدة للوصول بابنته إلى الولايات المتحدة الأمريكية رغم جميع العراقيل التي واجهته، كرفض السلطات الجزائرية موافقة تنقل الطفلة إلى أمريكا بحجة أنها تسيء إلى الأطباء الجزائريين، ناهيك عن تكلفة العملية الباهضة المكلفة بـ 500 ألف دولار.لكن، لم تنته معاناة البرعمة عند هذا الحد، فبعد أن عادت إلى الوطن معافاة، قرر والدها إدخالها إلى المدرسة الابتدائية لمزاولة دراستها، وهناك بدأت العراقيل الحقيقية، فلم تنعم خديجة من حقها في التمدرس إلا 3 سنوات فقط، إذ عانت التهميش والتمييز من طرف معلمتها التي اعتبرتها عبئا ثقيلا عليها، وقالت بصريح العبارة لوليّها “لست مجبرة على تدريس تلميذة معاقة”. ظروف قاسية كهذه ولّدت عقدة نفسية في شخصية خديجة وتغيّر تفكيرها من حب الدراسة إلى الانطواء على نفسها والمكوث في البيت، لتنطفئ بذلك شمعة جديدة من شموع الجزائر برياح الإجحاف والتمييز.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات