38serv
تمكنت الجزائر، خلال الخمس سنوات الماضية، من إبراز موقفها والتمسك بمبدأ رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكان أبرز المواقف الثابتة التي اتخذتها موقفها من الأزمة في سوريا وليبيا، وعلى الرغم من الضغوطات التي حاولت بعض الدول ممارستها عليها، غير أنها ظلت تمسك الأدوات والمفاتيح لتنفيذ سياستها الخارجية، ولعل القدرات الدبلوماسية والمالية والاقتصادية وحتى العسكرية، جعلتها مركز قوة إقليمية وعربية.
تحاول الجزائر جاهدة عدم الانزلاق لمستنقع الحروب التي تغرق فيه بعض الدول العربية، ولا وراء الأصوات التي تنادي بضرورة التدخل العسكري أملا في وقف آلة الحرب، فظلت تنادي بالحل السياسي السلمي لإنهاء الأزمة في سوريا واليمن، وتبرأت من اعتبار حزب الله اللبناني “إرهابيا”، وطالبت بتحديد معايير وأسس معينة وفق ما ينص عليه ميثاقي الأمم المتحدة والجامعة العربية، لتصنيف التنظيمات الإرهابية، كما كان لها دور في عودة مصر إلى الحاضنة الإفريقية، بعد معاقبة الاتحاد الإفريقي القاهرة، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وحرصا منها على توطيد العلاقات مع القارة السمراء ألغت 900 مليون دولار أموال مستحقة على دول إفريقية، في نفس الوقت تعزز من تواجد جنودها وجيشها على الحدود خوفا من ارتداد ما يحدث في المنطقة إليها، ولما يمثله تمدد تنظيم داعش من خطورة محققة، كما ألحت بشدة على عدم منح مقعد سوريا بالجامعة العربية للمعارضة خوفا من تأزم الوضع هناك.وفي هذا الصدد أثنى كامل عبد الله، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستيراتيجية، على الدور الذي تقوم به الجزائر عربيا وإقليميا ودوليا ووصفها بـ«البلد الكبير” ولها مواقفها المعروفة والثابتة وشخصيتها الدبلوماسية المتميزة، “وظلت الجزائر متمسكة في السنوات الخمس الأخيرة بموقف موحد وصلب، تجاه الأزمة في ليبيا مثلا، لأنها قوة إقليمية عربية وفي شمال إفريقيا، ولا يمكن التغاضي أو ترتيب أي أمور دون استشارتها أو الرجوع إليها، ويكتب للجزائر أنها لعبت دورا كبيرا في خط المفاوضات في مالي، وأنجزت اتفاق السلام، ولها حضور قوي ونتعامل مع شخصية قوية في الأوساط الدبلوماسية لها وجهة نظر قديرة وتحترم، وتعرف كيف تدافع عن هذه المصالح”.واستبعد محدثنا أن تكون الجزائر تخضع لضغوطات تمنعها من التمسك بموقفها، وقال لـ«الخبر”، “لسنا أمام دولة يمكن أن يمارس عليها ضغوط، الجزائر قوة إقليمية قد تمارس بعض الدول تفاهمات ومحاولات إقناع لأنها لا تتأثر بالضغوطات، والجزائر ليست بلدا فقيرا يمكن أن يستغلها الخليج كما يفعل مع بعض الأطراف”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات