"نوستا ألجيريا" قافية من حنين ووطن

38serv

+ -

صدر للكاتب والإعلامي والمترجم الجزائري المقيم في لندن، جمال الدين طالب، مجموعة ما أسماه “فُصوصا” شعرية بعنوان “نوستـا الجيريا”.. فصُوص الحاء والباء”، عن داري “شرفات” بلندن ومنشورات ميم في الجزائر.تنقسم المجموعة كما يبيّن العنوان إلى جزئين، النوستالجيا، أي الحنين وألجيريا أي الجزائر، تدور نصوصها في مجملها حول الحب والوطن وحنين الكاتب وتعلقه وانشغاله بـ وعلى بلده الجزائر، التي غادرها للإقامة والعمل في لندن في صيف 1999. تبدأ فصول الحنين بمجرد أن تفتح المجموعة، مع الإهداء إلى صديقه المبدع والمفكر الجزائري الذي غدرت به أيادي الإرهاب في مدينة وهران الجزائرية في 1995 في سنوات الدم والدموع، كما أهداه إلى الكاتب والمفكر الفرنسي، الجزائري المولد جاك ديريدا، الذي أبدع تعبير “نوستالجيريا”، الذي استلهم منه جمال الدين طالب العنوان. ومما جاء في النص: (غدًا قد نلتقي/ لن يَتبعَنِي/ لن يُتعِبَنِي/ مد الجز(ائـــ)ر!). تضم المجموعة 26 نصاً وتقع في 70 صفحة من الحجم الصغير وغلاف فيه الكثير من الإيحاءات، حيث يؤدي غرض النصوص التي تعبّر بين واقع وحنين، صورة رجل يعبر جسراً يلفه الضباب يشبه أحد الجسور المعلقة لمدينة قسنطينة في الجزائر، الحاضرة هي وجسورها في المجموعة، وقد غازلها الكاتب في قصيدة، جاء فيها (لقسنطينة بدءُ الحكايات/ فراشات الحنين المتراقصة/ على كمان “الفرڤاني”/ لقسنطينة وحشة “المالوف”/ تسونامي الشوق حين يداهمنا..). يستحضر الكاتب كما لو أنه يقوم بجولة عاطفية فيها من السياحة والتأمل مدنا أخرى، فيخص إلى جانب قسنطينة، مدينة عنابة بقصيدة (باسميها القديمين بونة وهيبون). كما تستنطق مشاعره ومخيلته مدينة لندن التي احتضنته، وإن ظل حنينه وشوقه متقدا إلى أول منزل في الجزائر. ومما جاء في قصيدته الحُروفية “ل ن د ن«: لـ«لندن” لامُ اللعبة/ لعبةُ الأقدارِراميةً زهرَها في نهر التيمس/ مُهدهدة وادِي السمندو/ لاهجةً نبعها في وادي الزهور/ ناحتةً صخرها في وادي الرمال..). يطغى حضور الوطن بين الحرف والحرف والنص والنص حنينًا وافتقادًا، ألماً وأملاً “النوستا الجيريا”، وفي نصوص أخرى كـ “الخسارات” و”طاب جناني” وقصيدة “كوطن”، التي يكتب فيها الشاعر: ( كظلِ امرأةٍ/ كصباحِ بلا صادٍ/ بِلاَ باءٍ/ بلا ألفٍ/ بِلاَ حاء!/ كفرح ٍفرَّت حاؤُه/كجدارٍ مُعلَقٍ/ كـ”مزرعةٍ تعيسة”/ كوطنٍ تَحُومُ حولَه الغُربانْ). للإشارة، سبق لجمال الدين طالب، أن أصدر مجموعة قصصية في 2002 بعنوان “بزات .. لحى وشلالات حمراء”، وله العديد من المخطوطات في الأدب والنقد والترجمة. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات