38serv
هل تدعيم الخط الإصلاحي في إيران يدفع إلى مزيد من التقارب؟ أم أن السياسة الإيرانية تخضع لتوازنات ليست متصلة بهيئة تشريعية أو بالرئاسة، بقدر ارتباطها بتأثير المرشد والجيش ممثلا في الحرس الثوري والباسيج؟ النظام السياسي في إيران له قواعد وقوائم متنوعة ومميزة عن غيرها من بعض الجهات. وإن المؤسساتية الدستورية وصف حقيقي لهذا النظام السياسي. السلطات والصلاحيات السياسية موزعة على مؤسسات كثيرة، من جملتها ما أتيتم على ذكره في السؤال. وعليه فإن المجلس التشريعي في إيران مؤسسة تقنينية حقيقية لها تأثير هائل على مجمل المشهد السياسي في إيران. لأن المجلس النيابي بصلاحياته الواسعة هو مؤسسة دستورية ذات جذور في الدستور، وهو أعلى مصدر قانوني في إيران.إن الدستور الإيراني ينص على أن النواب هم المخول لهم المصادقة على جميع الاتفاقيات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين إيران والعالم. كما أن المجلس التشريعي هو الجهة الشرعية الحصرية في إقرار أوراق اعتماد وزراء الحكومة، ويملك صلاحية عزل الرئيس الإيراني لو توافر ثلثا عدد النواب، كما سبق أن عُزل بني صدر قبل 3 عقود تقريباً.من المعروف أن النظام السياسي في إيران من أكثر الأنظمة السياسية إقراراً للقوانين. لا أريد أن أقول إن هذا أمر إيجابي، لأن كثرة التشريعات قد تعيق التطور وقد تسبب انتشار البيروقراطية في مستويات كثيرة، ولكني أقصد أن المجلس هو السلطة التشريعية الحقيقية، وأن النواب المنتخبين هم المخول لهم مهام التشريع لجميع مستويات إدارة الدولة. أستثني من ذلك التشريعات العليا للبلاد، أي ما يسمى بالسياسات العامة الرامية إلى تحقيق المبادئ الدستورية التي عادة لا تكون خاضعة للتوجهات التفصيلية وإرادات الأحزاب والمؤسسات المدنية. هذه المهمة الخطيرة أوكلت إلى مؤسسات أخرى مثل مؤسسة مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يصادق على سياساته العامة الولي الفقيه، وهو رأس الدولة.فقضية فلسطين مثلا وسياسات النظام تجاهها، أو قضية علاقات إيران مع أميركا من حيث المبدأ، أو قضية الملف النووي وما شابه، ليست قضايا من ضمن صلاحيات الحكومة، وإنما من صلاحيات مؤسسات الدولة والحاكمية العليا، لأن قضايا من هذا النوع باتت قضايا دستورية غير خاضعة للأحزاب والمؤسسات المدنية.أرجع إلى أول السؤال حول ما إذا كان صعود الإصلاحيين يؤدي حقاً إلى التقارب، إن كان القصد التقارب بين الأجنحة السياسية على المستوى المحلي فلا شك أن التوازن بين الكتل السياسية في إيران سوف يزيد المناعة والمقاومة أمام التحديات، والحركة الإصلاحية في الجمهورية الإسلامية هي حركة لها تأثير في مجمل المسار السياسي الإيراني، والأجنحة السياسية الإيرانية تخرج عن الاعتدال والوسطية لو شعرت أن هناك ضغوطاً تُمارس في اتجاه تحييد بعضها بعضاً.إن ما حصل في الانتخابات الأخيرة في إيران نتج عن تحقيق توازن دقيق جداً بين الكتل في المجلس النيابي، ولعل توازناً كهذا في الظروف العادية الطبيعية لا يخدم سلاسة المسار السياسي، لأن تعقيدات جمة تقع في الحركة السياسية والتشريعية لو كان التنافس والتوازن دقيقا في المؤسسات الدستورية كالمجلس النيابي، ولكن الظروف الحساسة محلياً وإقليمياً وعالمياً تقتضي التوازن في حركة الكتل السياسية الإيرانية، وهذا ما تحقق في ظل الانتخابات النيابية الهامة.أما إن كان القصد التقارب الإيراني العربي أو الإيراني الغربي، فمن المؤكد أن وجود التيار الإصلاحي ضمن الكتل الحية النشطة في المؤسسات الكبرى سيسهل هذا الأمر، لأن التوجه العام للحركة الإصلاحية هو المزيد من الانفتاح على العلاقات مع الأطراف العربية والغربية، رغم أن السياسة العامة التي يتبعها النظام، بغض النظر عن اللاعبين السياسيين في المجلس النيابي، هي التهدئة وعدم التصعيد مع غير إسرائيل، وأن دعم حركة المقاومة ضد إسرائيل ليست خاضعة لرغبات الكتل وإراداتها.وإن الجيش والحرس لا يتدخلان في التنافس السياسي ولا يسعيان لاقتحام صلاحيات الكتل السياسية والمؤسسات التابعة للدولة، فمهامهما الدستورية لا تسمح لهما بذلك. نعم هناك إشكاليات معروفة تقع من حين لآخر، لكن الواقع أن السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية لا تواجه مأزقا في مزاولة مهامها أمام قوة الحرس على سبيل المثال، رغم أن صلاحيات الحرس الدستورية أوسع من الجيش النظامي، ولكنه لا يتدخل في صلاحيات ومسارات السلطات الثلاث.نشهد تشكل محور إيراني عراقي سوري في مواجهة تنامي امتداد تنظيم داعش والقاعدة وتصاعد التجاذبات الإيرانية السعودية على عدة محاور. كيف ترون ذلك؟ انطلاق حركة إرهابية تكفيرية بقدرات مرعبة أدى إلى إنشاء تنظيم عسكري مترامي الأطراف في المنطقة، حيث استطاعت داعش أن تبسط السيطرة والهيمنة على مساحات شاسعة جداً من سوريا والعراق، هذا التمدد السريع لم يأت من فراغ، ولا يمكن أن يحدث إلا في ظل إمدادات لوجستية ومالية ودعم استراتيجي من جهات معروفة، تسربت أخبار كثيرة عنها والجميع يعرف ذلك.هذه الحركة لم تستهدف العدو التقليدي المعروف للعرب والمسلمين في غرب آسيا (الشرق الأوسط)، وإنما استهدفت الأنظمة الإقليمية والطوائف المتواجدة فيها، والهدف المعلن في أجندتها كان تطبيق الشريعة ضمن نموذج الخلافة. تلقت داعش والحركات الإرهابية معونات كبيرة جداً من جهات رسمية عربية وغربية، ما ساعدها على انتشارها المتصاعد.إسرائيل رحبت بأهداف داعش والحركات الإرهابية، وأعلنت جهاراً أنها لا تخاف من داعش بقدر ما تخاف من إيران، ووصلت الأمور إلى أن استضافت مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي جرحى الحركات الإرهابية في سوريا، ولولا التحالف الإيراني العراقي السوري، وفيما بعد الشراكة الاستراتيجية الروسية، لسقطت أهم دول عربية في الشرق الأوسط بيد داعش، ومن بعدها لم يكن ابتلاع دول الخليج إلا لقمة سائغة وسهلة لها.في الواقع إن الذي أعاق هيمنة داعش على الشام والخليج معاً هو هذا التحالف الإيراني السوري العراقي الروسي. هو تحالف وضع الزحف الداعشي نحو تسخير الخليج والشام أمام مأزق حقيقي.أغلب الظن أن الساحة الثالثة الكبرى لهيمنة داعش لو أفلحت في تسخير الشام والخليج لانتقلت إلى شمال إفريقيا المنطقة الاستراتيجية الكبرى، ولكن بعد أزمة داعش في استقرارها في الشام والعراق، توقف المشروع الداعشي باتجاه دول شمال إفريقيا، في حين نرى أن عمليات محدودة تحققت في هذه المنطقة، ولعل ليبيا هو البلد الاستثناء، لأن داعش نظرت إليها باعتبارها البديل الأصلح للانتقال إليها في حال واجهت أزمة وجودية في الشام والخليج.نعم من الواضح أننا نرى علاقة مطردة بين إخفاق داعش في تحقيق أهدافها والتصعيد السعودي تجاه إيران، فبقدر ما فشلت داعش في الزحف نحو العراق وإيران والشام والخليج عموما، بقدر ما توترت العلاقات الإيرانية السعودية، ما يوحي بأن هناك علاقة بين الملفين.المواجهة الإيرانية ضد داعش كانت استراتيجية بأتم معنى الكلمة، فلو لم يكن الدعم الإيراني في العراق لكانت ربما بغداد ودمشق وبيروت اليوم بلادا مفتوحة عنوة على يد تنظيم الدولة الإسلامية، وكان البغدادي الحاكم الأول في الشرق الأوسط، ولو كانت السعودية تنوي مواجهة داعش حقاً لاستثمرت المشاريع الإيرانية الاستراتيجية ضد داعش، ولكن السعودية بقدر ما شهدت إخفاق مشاريع داعش بقدر ما رفعت سقف تصعيدها ضد إيران.إن السعوديين لا يواجهون داعش لا في اليمن ولا في سوريا ولا في العراق، ولا يحرضون على مقاتلة داعش، رغم أن إيران وحركة حزب الله والحشد الشعبي والجيش السوري كلها تركز على قتال داعش، غير أننا نرى أن سياسات المملكة العربية السعودية ليست باتجاه ضرب داعش، وإنما ضرب النظام الإيراني والعراقي والسوري وهذا أمر غريب حقاً وغير مفهوم بالمنطق الاستراتيجي. كما أن تيارات سلفية مناصرة للسياسة السعودية، في الجزائر وتونس وليبيا ومصر وغيرها من الدول الواقعة على الحدود الشمالية للقارة الإفريقية، تتبع نفس السياسة، أي أنها تركز على الدور الإيراني وتخوف منه بدلا من التركيز على مخاطر الإرهاب المحدقة ببعض هذه الدول.إن سياسات الجزائر وتونس كانت في منتهى الحكمة والتوازن، وأدركت أن هناك لعبة معينة تريد أن تؤخر التهديد الإرهابي عن صدارة الأولويات، فهي لم تستجب لهذا التصور، وركزت على ضرورة مواجهة الإرهاب والتشدد بدلاً من الالتهاء بالمشاريع الوهمية.بكل وضوح وبعيداً عن المزايدات والمهاترات الهامشية، نقول إننا مستعدون للتحالف مع جميع دول العالم العربي والإسلامي بهدف مواجهة التهديدات الإرهابية التي من شأنها خلخلة النظام العربي والإسلامي أكثر مما هو الآن. وإن إيران لموقعيتها الجيوسياسية تملك القدرة على أن تلعب دوراً هاماً في تحصين المنطقة والحفاظ على السلم العربي والإسلامي.كيف تفسرون المخاوف التي تثيرها إيران لدى دول الجوار؟ إيران لا تثير مخاوف أحد، ولكن هناك مشروع عالمي وإقليمي يمكن تسميته “إيران فوبيا”، من المطلوب أمركياً وسعودياً أن تخاف المنطقة من إيران، رغم أن إيران إلى اليوم متسامحة ومتعاطفة مع العرب في جميع قضاياهم.يعلم الجميع أن السعوديين وبعض دول الخليج كانت إلى جانب صدَّام في حربه ضد الثورة الإسلامية الإيرانية، ووضعت جميع إمكانياتها تحت تصرفه، وأن إيران دفعت ثمناً باهظا فيها، حيث تم تدمير محافظات كثيرة بأكملها على الحدود، كما أن مئات الآلاف من الشباب الإيرانيين قُتلوا في هذه الحرب، ولكن كيف كان رد الإيرانيين بعد نهاية الحرب؟ هل تقدمت إيران بدعوى قضائية ضد السعودية في المحاكم الدولية رغم أن الأمم المتحدة قبلت رسمياً بأن صدام هو من بدأ الحرب وأن إيران ظُلمت؟ ولكن إيران تسامحت مع الكويت والسعودية وغيرهما من الدول العربية التي كانت الممولة الأساسية للحرب ضدنا. فمن يجب أن يخاف ممن؟ ألسنا أولى بالخوف من السعودية ومخططاتها الجهنمية في تدمير بلادنا قديماً وحديثاً؟ ما الذي فعلته إيران حتى تخاف الأنظمة العربية الخليجية منها؟ الحروب الخليجية كلها وقعت بدعم مباشر وعميق من هذه الدول، إلى أن حولوا بلادهم إلى قواعد عسكرية غربية لضرب كل من إيران والعراق والكويت وأفغانستان واليمن وسوريا وحتى ليبيا. تخويف إخواننا العرب والمسلمين لا ينسجم مع عقيدتنا وروح ثورتنا، الثورة الإسلامية في إيران أنزلت العلم الإسرائيلي من فوق سفارتها الكبرى في طهران عشية الثورة وسلمتها للسفارة الفلسطينية، ثم إن دعم القضايا العربية والفلسطينية بالتحديد تحول إلى العمق الاستراتيجي للسياسة الخارجية الإيرانية، في حين أن الضفة الأخرى استمرت في المؤامرات لضرب إيران إلى اليوم.ما تأثير تشكيل ائتلاف إسلامي من قبل الرياض وإدراج حزب الله تنظيما إرهابيا؟ يا ليتهم شكلوه في وجه التهديدات الحقيقية الأجنبية وعلى رأسها إسرائيل، مع الأسف إنهم يسعون للتواصل مع إسرائيل وكسر قبح التطبيع معها، إلى جانب سعيهم الدءوب في تسخين العلاقة مع إيران وتصعيد التواصل معها. هذه سياسة غير موفقة وغير مقبولة.حزب الله لم يقتل عربياً وإنما قاتل إسرائيل، وكحركة مقاومة حققت انتصارات مدوية على العدو الإسرائيلي وحررت الأراضي العربية من الاحتلال، ورفعت رأس المسلمين في بطولاتها. لم تشهد الجزائر وتونس وليبيا ومصر وأي دولة عربية أخرى أي تفجير أو انتحار أو حزام ناسف واغتيال من قبل هذه الحركة المقاومة الشريفة، ولكننا نجد أن الذين يحمون هذه الحركات التكفيرية لهم أنظمة تربوية ونصوص دراسية مشحونة بمعلومات مغلوطة خاطئة عن الإسلام تحرض على القتل والتكفير والتفسيق، هم أنفسهم يضعون المقاومة العربية الأولى ضد إسرائيل في قائمة الإرهاب! أليس هذا غريباً وغير مبرر؟ هل النهج الثقافي والتربوي لحزب الله هو نهج شجع أطفال العرب على اللحاق بالحركات التكفيرية أو القيام بأعمال متشددة متطرفة إرهابية؟ نعرف أن هناك جهات عربية أخرى تتبنى النهج التكفيري المتشدد كأساس للنظام التربوي، وأن أغلب الانتحاريين والإرهابيين يتخرجون منها. أعتقد أن وضع المقاومة العربية الباسلة في قائمة الإرهاب يقلب السحر على الساحر ولا يضر بالمقاومة. إن الشعوب العربية لن تخطئ في تشخيص العدو الحقيقي. الموقف الجزائري فيما يخص هذا الموقف كان مشرفاً محل التقدير.لا أقصد تبرئة حزب الله من الأخطاء، هو حزب كأي حزب سياسي آخر بإمكانكم الاختلاف معه، ولا أحد يعتبره حزباً معصوماً خالياً من الأخطاء، ولكنه نزيه شريف ضحى بشبابه وقادته لأجل صيانة الشرف والعرض العربي واستعادة الأرض المحتلة والحقوق المسلوبة، وهو فعلاً انتصر على أكبر جيش في المنطقة. وجود التباين في بعض المواقف أو اختلاف المواقف أمر عادي، والحوار المنطقي هو الطريق الأساس للحل.إن الشعب العربي من حقه أن يتساءل: كيف أن المقاومة التي كانت ولا تزال في الخط الأمامي لمقاومة مشاريع الصهاينة في المنطقة وكذلك مشاريع التكفير والإرهاب وهمجية داعش، أن تتحول في نظر السعوديين وبعض الأنظمة العربية إلى منظمة إرهابية؟ لا أعرف إن كان لدى هؤلاء القدرة على الرد المنطقي على هذا السؤال..ألا يمكن أن يؤثر تشكيل الائتلاف الإسلامي على موقع إيران ويعيدها إلى نفس وضعية الحصار الذي واجهته؟ الائتلاف العربي الإسلامي الذي أعلنت السعودية عن تشكيلها مؤخراً لم يكن ضمن أهدافها ضرب المصالح الإيرانية، ولعل هدفاً كهذا كان كفيلاً بقتله في المهد وولادته ميتاً. فكيف لعاقل أن يتخيل أن باكستان وتركيا على سبيل المثال تقبلان بمثل هذه الخطط في ضرب إيران اقتصاديا وهما أصلا بحاجة إلى العلاقات الاقتصادية والأمنية الإيرانية في المنطقة؟ رأينا أن داوود أوغلو في ذروة الاختلاف الاستراتيجي الإيراني التركي في سوريا والمنطقة زار إيران قبل أيام قليلة ورافقه وفد رفيع جداً من رجال الأعمال، واتفق مع الطرف الإيراني على أن تصل قيمة العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى أكثر من 30 بليون دولار سنوياً. باكستان لم تقبل أن تدخل في تحالف مباشر مع السعودية في الحرب ضد اليمن، فكيف تدخل اليوم في تحالف ضد إيران؟ هل تونس ومصر مستعدة للدخول في تحالف كهذا لو كان الهدف منه التصعيد الاقتصادي أو السياسي مع إيران؟ لا أظن مثل هذا يعقل أن يقع. إذاً يبقى مع السعودية في تحالف معادٍ لإيران دولٌ أو دويلات غير ذات وزن استراتيجي، وهي لا تملك القدرة على التأثير في الاقتصاد الإيراني الذي قاوم العقوبات من الدول العظمى. ونحن نعلم أن العلاقات الإيرانية العربية، باستثناء الإمارات، هي علاقات محدودة جداً، وتعريض هذه العلاقات الاقتصادية للخطر لا يسبب مشكلة حقيقة للاقتصاد الإيراني.دول الخليج غير قادرة على تحقيق المطلب السعودي في ممارسة الضغط على إيران. لأن توازناً دقيقاً يحكم المنطقة وأدبيات الحصار والعقوبات، والتصعيد لا يساعد ولا ينفع أي طرف.إن الفارق الأساس بين نمط إنشاء التحالفات الغربية والسعودية هو أن أمريكا حينما تشكل تحالفاً عربياً لأجل هدف معين، فإنها تأخذ إلى القرش الأخير والدولار الأخير، وتفرض على الدول العربية المتحالفة معها أن تدفع النفقات بالكامل، وتأخذ منهم مقابل كل رصاصة قيمتها، ولكن السعودية اليوم تشكل تحالفات هشة عبر إنفاق أموال طائلة، والسؤال هو: إلى متى تستطيع المملكة السعودية أن تنفق على الأطراف المتحالفة لإبقائهم في تحالفات من هذا النوع مع المأزق الاقتصادي الذي وصلت السعودية إليه بالحرب في اليمن وغيرها؟ نحن لا نرى أن هذه الأدبيات تليق بالإخوة المسلمين في المنطقة، إيران تمد يد العون والحوار والتحالف ضد التهديدات الحقيقية، والتسخين والتصعيد والفتنة بين إيران والسعودية أو أي دولة عربية هو مطلب صهيوني حتى لو نطق به عربي أو كُتب باللسان العربي أو الفارسي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات