جزائريات يقتحمن صالون السيارات لاقتناء أرقى المركبات

38serv

+ -

تجول وتصول في أروقة صالون السيارات بمفردها، تتنقل من جناح المركبات الألمانية إلى الفرنسية، مرورا بالآسيوية، تتفحص الخصائص والأسعار ونوع المحرك وقوته.. ولا يحتاج الأمر تدخل الزوج ولا أي شخص من أفراد عائلتها، إنما تنحصر مهامهم في الإمضاء والموافقة على السيارة التي اختارتها هي ليس إلا.

اغتنمت “الخبر” فرصة انطلاق الصالون الدولي للسيارات في طبعته 19، أول أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري في العاصمة، لجس النبض والاقتراب من بنات جيل اليوم المختلفات عن سابقاتهن، حيث أصبحن يعرفن الكثير عن عالم السيارات وعلى دراية بأدق تفاصيله.الفضل يعود لـ”غوغل”“ما دام كل شيء متوفر في “غوغل” فالأمر أصبح سهلا للغاية”، تقول ليندة، أستاذة جامعية في عقدها الثالث، التقيناها محملة بالمنشورات الإشهارية لمختلف أنواع السيارات رفقة صديقتاها. كن يتفحصن السيارات بمفردهن، ويتساءلن عن خصائص المحرك وقوته وحجم الأسطوانات.. وكأن الأمر مألوف لديهن.تقول محدثتنا في ردها على سؤال “الخبر” حول سر استغنائها عن رجل من أفراد عائلتها قد يكون أدرى منها في أمور السيارات: “لماذا أسند المهام لشخص آخر وفي الأخير أنا من سيقودها”. وأضافت مبتسمة “كما أنني سأقتنيها جديدة، ولا يحتاج الأمر لخبراء في السيارات لتقييمها إن كانت سليمة أو لا”.أما عن المصطلحات التي كانت تستعملها أثناء حديثها مع الممثل التجاري الذي كان يقف يشرح للزبائن التفاصيل المتعلقة بالسيارة، فردت: “أبحث منذ أكثر من 6 أشهر على الأنترنت عن المركبة التي تناسبني وأحاول دوما فهم جميع التفاصيل، وطبعا أترقب الأسعار، واكتشفت أمورا كثيرة كنت أجهلها”. تشاطرها صديقتها الرأي وهي سائقة سيارة منذ سنتين قائلة: “قبل سنتين كنت لا أفرق بين المحرك الذي يشتغل بالبنزين وبين المازوت”، وتابعت متهكمة: “أما اليوم، خاصة مع الزيادات في أسعار البنزين، أصبح من الضروري معرفة مكونات الوسيلة التي أتنقل بها يوميا”.وعلى دراية بأدق تفاصيل المحركاتوغير بعيد عن ليندة ورفيقاتها، كانت هناك سيدة في عقدها الخامس منهمكة فوق محرك سيارة حمراء فرنسية اللون يفوق سعرها 200 مليون سنتيم، تتفحص مكوناته وقوته ومركباته التي يجهلها حتى الرجال. تقول السيدة “سلمى.ك” وهي إطار بمجلس المحاسبة الوطني: “أنا في ورطة وعلي اقتناء مركبة لأنني بعت سيارتي لأحد الزملاء في العمل، لكنني لم أجد السيارة المناسبة بسبب ارتفاع الأسعار”. وتواصل: “أمارس هواية الرسم على اللوحات الزيتية ولهذا أجد دوما صعوبة في السلع التي أود اقتناءها، ومن المستحيل أن أوكل المهمة لشخص آخر”.وتضيف: “تعلمت الكثير عن عالم السيارات بحكم أنني أسوق منذ 20 سنة، تعطلت خلالها سيارتي عدة مرات وغيَّرت قطع الغيار في الكثير من المناسبات، ولا تنسى أنني عزباء أعيش رفقة والدي الطاعن في السن، وأنا من يتكفل بجميع أمور المنزل على حد سواء”.“زوجي يبيع القديمة وأنا أشتري الجديدة”واصلنا جولتنا نتنقل من جناح سيارات إلى آخر، ولم يخل الفضاء من الجنس اللطيف، سواء اللواتي قدمن رفقة أزواجهن وأفراد عائلتهن أو بمفردهن. كان لنا حديث مع زبونة كانت رفقة ابنتها تتفحص إحدى السيارات الفارهة، هي الأخرى فضلت الشراء بمفردها مستغنية عن خدمات زوجها، وما أن فاتحناها في الموضوع حتى قالت: “زوجي خوَّلت له مهمة بيع سيارتي القديمة، بوضع رقم هاتفه على زجاج مؤخرتها، لأنه على دراية بالأمر ويتقن فنيات البيع والشراء”، لكن تواصل محدثتنا “فيما يتعلق بشراء مركبة جديدة فلا يحتاج الأمر إلى تدخله بما أنني سأشتري من المؤسسة، وإنما تكفيني موافقته ورضاه فقط”.وتقول سيدة أخرى: “أختار السيارة التي تروقني، وأكلف شقيقي بإجراءات الشراء”. أما رضا، الممثل التجاري لإحدى الشركات الفرنسية، فيقول: “في بعض الأحيان أتفاجأ بأسئلة بعض الزبونات اللواتي يعرفن الكثير عن خبايا السيارات”. وأضاف مبتسما “كانت هناك إحداهن منذ قليل خاضت نقاشا مع زبون حول مركّبات السيارة، وزادت دهشتي أكثر عندما راحت تشرح له الكثير من الأمور التي كان يجهلها، وكأنك أمام ميكانيكي محترف”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات