38serv
كشف المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية بوهران، أمس، على هامش اليوم الوطني حول التبرع بأعضاء الموتى، عن وجود 1650 مريض بالغرب الجزائري ينتظرون زرع مختلف الأعضاء، منهم 1200 مصاب بالقصور الكلوي، حوالي 350 يعانون من عجز في القلب، و100 بالفيروس الكبدي، منهم من أكد الأطباء أنه لم يبق من حياتهم سوى شهر واحد.وأفاد مسؤول مستشفى أول نوفمبر 1954 بأن هذا الوضع دفعهم إلى تنظيم يومين دراسيين تحسيسيين يشارك فيهما خبراء أخصائيون، فقهاء وأئمة وممثلو سلك القضاء من أجل العمل على تنظيم حملات توعوية للمواطنين وللعائلات من أجل إقناعهم بالتبرع بأعضائهم والسماح بمنح أعضاء موتاهم لإنقاذ العديد من المرضى من الموت وإرجاع الحياة الطبيعية لهم، خاصة أن جسد الميت الواحد يمكن أن ينقذ أكثر من مريض لأنه يستطيع أن يمنح القلب، الكلى والكبد وكذا البنكرياس والقرنية وغيرها.وأضاف المتحدث نفسه أن التبرع بأعضاء الموتى الذي يكون بعد وصية من المريض الذي أثبت الأطباء أن حالته الصحية ميؤوس منها، أو بموافقة ورثته بالنسبة للبالغ أو موافقة العائلة فيما يتعلق بالقاصر، يساعد على عدم الاعتماد على استقدام أعضاء من الخارج بأثمان غالية وبكمية لا تغطي نسبة المرضى الذين ينتظرون زرع عضو من الأعضاء لإنقاذ حياتهم، مشيرا إلى أن القرنيات تستورد من الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 20 مليون سنتيم للقرنية الواحدة وهذا العضو يحتاجه كثير من المرضى على مستوى الجهة الغربية خاصة والوطنية عامة.من جهتهم، وفي تدخلاتهم خلال اليوم الدراسي الأول، شدد رجال الدين بوهران على شرعية التبرع بأعضاء الموتى بالشروط التي أقرها الفقهاء، مذكرين بأن المرحوم أحمد حماني، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا، قد أفتى بجواز ذلك واتبعه علماء مسلمون آخرون في هذا الأمر. كما نوهوا إلى أعظم كربة ينفسها الإنسان عن أخيه، هي السعي من أجل إنقاذ المتواجدين بالمستشفيات الذين يعانون من مرض فتاك. وكما جاء على لسان أحدهم، فإن الإشكال ليس في الفتوى لأنها موجودة، وإنما هو في التحسيس حول كيفية التكفل بالمريض. وعلى هذا الأساس، دعا الأئمة إلى دعوة المواطنين للتبرع بالأعضاء لأنهم يستجيبون لهم، والأمر سيان بالنسبة لأعضاء موتاهم، مؤكدين على أن الميت يمكن أن يمنح الحياة للحي الذي يعاني من المرض.وأكد أحد الأئمة أن الإنسان المحكوم عليه بالموت يجب أن يُنتفع بأعضائه بعد وفاته، في الوقت الذي أشار إلى أنه حتى الكافر نأخذ أعضاءه ونزرعها في جسد مسلم “والعكس صحيح”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات