38serv
اهتزت ولاية بشار، صباح أمس، على حادث مروري مروّع راح ضحيته 11 فردا من عائلة “رقادي” بتاغيت، كانوا في طريق عودتهم من “وعدة الرڤيبات” التي تقيمها هذه العائلة سنويا في المنطقة المسماة “ڤزيرنة لعسكر” 50 كلم شمال تاغيت.هذا الحادث المؤسف تطابقت فيه تصريحات الجرحى مع تصريحات مسؤولي الحماية المدنية ببشار، أنه وقع نتيجة اصطدام مباشر بين شاحنة صغيرة من نوع “شانا” كانت تقل أفراد عائلة “رقادي” مع شاحنة من الحجم الكبير من نوع “ايسوزو” كانت تقل قطيعا من الغنم، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا، 6 نساء و5 أطفال قضوا حتفهم على الفور، فيما أصيب 7 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.وكشفت مصادر “الخبر” أن قوة الاصطدام أدت كذلك إلى نفوق أكثر من 30 خروفا، حيث لخص مصدر طبي كان من بين الذين ساهموا في نقل الجرحى بالقول: “إن الحادث مروع بدرجة يصعب تصوّرها”.وحسب مصادر الحماية المدنية، فإن الحادث وقع على الطريق الوطني رقم 6 ب الرابط بين مدينتي تاغيت والبيض والمسمى بطريق زوزفانة، في حدود منتصف ليلة أول أمس، وهو ما تحقق في ملابساته فرقة الدرك الوطني بتاغيت، حيث أشارت مصادر “الخبر” في هذا الصدد إلى أن بداية التحقيق الأولي حضرها قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني الذي تنقل إلى عين المكان، كما كشفت أنه من المقرر أن يتنقل والي الولاية إلى عين المكان لمعاينة مكان الحادث الذي لطالما رفع السكان بخصوصه انشغالات لضمان التغطية بخدمات الهاتف الجوال، لكن دون أن تجد مطالبهم طريقها للتجسيد.سائق السيارة: “أجهل مصير عائلتي وأنا مصدوم من هول الحادث”اقتربت “الخبر” من سائق السيارة التي كانت تقل الضحايا، السيد رقادي سيد اعمر (51 سنة(، قبل أن يتم تحويله إلى مصلحة الجراحة العامة، فقال إنه مصدوم من هول الحادث، وإن سرعة سائق الشاحنة فاجأته “إلى درجة اقتنعت فيها بأن هروبي عنه أو اصطدامي به سيؤدي إلى كارثة، وهو ما سبب لي حيرة عجزت فيها عن تدارك هذا المأزق الذي انتهى بي إلى المستشفى”، قبل أن يغالب نفسه في الكلام ويتساءل: “لست أدري ما مصير زوجتي وابني الصغير اللذين كانا بجانبي”، علما أننا تجاهلنا الإجابة عن سؤاله بعدما تأكدنا أنهما من عداد القتلى.أما رقادي علي البالغ من العمر 16 سنة، وهو ابن رقادي سيد اعمر، فقال إنه كان نائما لحظة وقوع الحادث، ولم يدرك ذلك إلا في سيارة الحماية المدنية التي حولته إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، مضيفا أنه بدوره يجهل مصير عائلته.مرافق سائق الشاحنة: “أجهل تفاصيل الحادث لأنني كنت نائما”من جهة أخرى، قال مرافق سائق الشاحنة الكبيرة المنحدر من ولاية الجلفة، إنه يجهل تفاصيل هذا الحادث لأنه كان نائما ولم يستفق إلا بعد وقوع الاصطدام، بعد أن وجد نفسه عالقا في الزجاج الأمامي للسيارة، وهو ما سبب له جروحا بليغة على مستوى الوجه والصدر والفخذين.وعلمت “الخبر” أن سائق الشاحنة الكبيرة المنحدر من ولاية الجلفة تم توقيفه من طرف عناصر فرقة الدرك الوطني بتاغيت، دون أن تقدم مصادر معلومات عن هوية السائق أو سنه، معتبرة أن التحفظ يأتي كمقدمة لاستجوابه حول ملابسات هذا الحادث، علما أن الرجل كان في طريق عودته لولاية الجلفة.عائلة الضحايا كانت تحضر نفسها لحضور زفاف بولاية تندوفاقتربت “الخبر” من أقارب الضحايا الذين قالوا إنهم كانوا يحضرون للتوجه لولاية تندوف لحضور مراسم حفل زفاف قريب لهم، قبل أن يفجعوا بهذا الحادث المؤلم، وأضاف هؤلاء أن الحزن عمّ كل عائلة رقادي سواء بولاية تندوف أو بشار، الذين كانوا ينتظرون الانتهاء من مراسم الوعدة لبدء حفل الزفاف الذي قرر هذا الحادث تأجيله.ورسم سكان تاغيت مشهدا مؤثرا للتضامن مع عائلة رقادي التي صدمت من هول عدد الضحايا من بينهم أطفال أصغرهم يبلغ من العمر سنتين وبعضهم تلاميذ مدارس، إذ هب سكان كل أحياء تاغيت نحو منطقة “الزاوية الفوقانية”، حيث تقيم عائلة “رقادي”، حيث من المقرر أن يتكفل سكان تاغيت بمراسم العزاء، كون العائلة لم تستفق بعد من هول الصدمة، إلا أن تصريحاتهم اتفقت على ضرورة وضع حد لمجازر المرور التي تتسبب فيها الشاحنات، فيما نبه آخرون أن ولاية بشار تتميز حوادث مرورها في أنها تقع في أيام العطل وبسبب السرعة المفرطة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات