تآكل غضاريف الركبة داء العصر والسمنة أهم أسبابه

يعد تآكل الغضاريف من الأمراض الروماتيزمية التي باتت منتشرة بكثرة وسط الجزائريين، ومن أهمها تآكل غضاريف الركبة الذي ينتج إما عن تقدم في السن أو زيادة الوزن أو بعض عادات الاستخدام الخاطئ لمفصل الركبة عند الجلوس أو المشي، علما أن هذه الإصابة تمس النساء بصفة خاصة دون الرجال وهي ناتجة عن هشاشة العظام التي تمس النساء بصفة خاصة.وعن هذه الإصابة، بينت نتائج دراسة وطنية خصت النساء الجزائريات أنجزها الفريق الطبي لمصلحة أمراض العظام والمفاصل بمستشفى الدويرة بالجزائر العاصمة، وأشرفت عليها البروفيسور شفيقة حويشات، اختصاصية أمراض المفاصل والعظام بمستشفى الدويرة بالجزائر العاصمة، أن 21 بالمائة من النساء مصابات بهشاشة العظام خاصة على مستوى الركبة بسبب تآكل الغضروف، ما يحولهن إلى مقعدات خاصة بعد بلوغهن سنا معينة يقل فيها نشاطهن الاجتماعي.وتشير المعطيات الصحية للولايات المتحدة الأمريكية إلى إصابة أكثر من 27 مليون أمريكي بالمرض الذي يزداد انتشاره مع التقدم في العمر وعادة ما تكون بداياته في نهاية الأربعينات، ومع انتشار السمنة التي تعد أهم عامل خطر لهذه الإصابات. وفي السياق ذاته، أوضحت نتائج دراسة أمريكية أنجزت عام 2011 أن التخلص من 10 بالمائة من الوزن يؤدي إلى تحسن ملحوظ على صحة المصاب خاصة في التخفيف من الألم.أما فيما يخص أعراض الداء، فأوضح لنا الدكتور إلياس فاصولي، اختصاصي أمراض العظام، أنها ممثلة خاصة في تيبس الركبة وتورمها لتكون عادة مصحوبة بآلام حادة، موضحا أن تيبس الركبة وخشونتها يحدث نتيجة انسداد الشعيرات الدموية الدقيقة المغذية للمفصل والغشاء الزلالي، وهو ما يسبب التهاب وتورم مفاصل الركبة، لتبدأ بعدها الغضاريف بالتآكل التدريجي الذي تزداد حدته مع تقدم السن وزيادة الوزن على المفصل، وتكون النتيجة في الأخير عدم القدرة على الحركة تماما.و تعتبر الرياضة والتدليك المنتظم لدى مختص من العلاجات المفيدة للداء، حيث تساعد على تقليص حدة الألم الناجم عن خشونة الركبة وتسهّل وظيفة المفصل. وحسب فاصولي، فإن التدليك لا يمكن أن يكون العلاج البديل للأدوية، لكن من شأنه أن يخفف من الاعتماد عليها كليا، خاصة أن لها مضاعفات ثانوية مضرة بصحة متعاطيها، لتكون الجراحة آخر حل يلجأ إليه المريض، حيث يتم استبدال الغضروف المتآكل بآخر اصطناعي، ما يخلص المريض من آلامه ويحسّن قدرته على الحركة.