38serv
كشفت مصادر ليبية مطلعة لـ “الخبر”، أمس، أن كتائب المعارضة لحكومة الوفاق الوطني اجتمعت، أمس الجمعة، بمنطقة تاجوراء، شرقي العاصمة طرابلس، وقررت تشكيل قوة من 120 سيارة مسلحة لمنع توطين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة السراج إلا بموافقة المؤتمر الوطني العام ودار الإفتاء الليبية، وعلى رأسها المفتي الصادق الغرياني الذي وضع لقبولها خمسة شروط. ذكر المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الهدوء الذي يسود العاصمة طرابلس ليس حقيقيا؛ لأن لا أحد يعرف ماذا ستكون ردة فعل الطرف الرافض لحكومة الوفاق، خاصة بعد كلمة الشيخ صادق الغرياني، مفتي الديار الليبية، مشيرا إلى أن منطقة “سوق الجمعة” بالضواحي الشرقية للعاصمة طرابلس، تحوّلت إلى أشبه بمنطقة خضراء لتأمين المجلس الرئاسي بقيادة السراج. بينما رفضت الكتائب المعارضة للسراج في منطقة تاجوراء المحاذية لها، مجرد الجلوس إلى طاولة الحوار مع المجلس الرئاسي، وهو ما يعكس حالة الاحتقان وعدم الثقة. وأشار المصدر ذاته إلى أن هناك مخاوف من الثوار من حكومة الوفاق الوطني؛ لأنها لم تقدم لهم ضمانات، كما أنهم يعتقدون بأنها حكومة جاءت لتقمع الثوار، كما أنها تحظى بدعم قوات الجيش والشرطة التي كانت تعمل في وقت سابق مع نظام القذافي، لذلك يخشى الثوار أن تكون هذه الحكومة حاضنة لأنصار النظام السابق. وأضافت المصادر ذاتها أن حكومة السراج لا تتحرك بحرية في العاصمة طرابلس، رغم زيارة أعضاء المجلس الرئاسي لميدان الشهداء وميدان الجزائر في قلب العاصمة الليبية، أول أمس، قبل عودتهم إلى القاعدة البحرية في منطقة سوق الجمعة شرقي طرابلس المحاذية لوسط العاصمة، معتبرا ذلك نوعا من الدعاية.سوق الجمعة وتاجوراء.. حاضنتان متجاورتان للمؤيدين والمعارضينوأكد المصدر الليبي الذي يعد أحد ثوار طرابلس، أن منطقة سوق الجمعة التي تحتضن القاعدة البحرية ومطار طرابلس، تعتبر الحاضنة الشعبية والأمنية للمجلس الرئاسي، وأن كتيبة الردع الخاصة وكتيبة النواصي وكتائب أخرى مختلفة من الجيش والشرطة، تشرف على حماية المجلس الرئاسي لحكومة التوافق، بالإضافة إلى كتائب أخرى مثل كتيبة فرسان جنزور غربي طرابلس، ولوائي الحلبوص والمحجوب، اللذان يضمان عددا كبيرا من كتائب مصراته في منطقة قصر بن غشير جنوبي طرابلس، معظمها يدعم حكومة الوفاق الوطني.أما المعارضون لحكومة السراج، فيوجد معقلهم الرئيسي في منطقة تاجوراء المحاذية لمنطقة “سوق الجمعة”، التي ينحدر منها المفتي الصادق الغرياني، وبها حاضنة شعبية وكتائب للثوار رافضة لحكومة الوفاق، على رأسها كتيبة “البركي”.ويرى المصدر ذاته أن كتائب “فجر ليبيا” منقسمة بشأن دعم أو معارضة حكومة الوفاق، لكنه أشار إلى أن الكتائب المؤسسة لعملية “فجر ليبيا”، وخاصة تلك التي كان يقودها العميد صلاح بادي ضد حكومة الوفاق. أما الكتائب التي التحقت بـ “فجر ليبيا”، مثل لوائي الحلبوص والمحجوب من مصراته وكتائب سوق الجمعة.وأشار المتحدث إلى المناوشات التي وقعت في قلب العاصمة طرابلس، الأربعاء الماضي، عندما هاجمت قوات موالية لحكومة الغويل كتيبة النواصي المدعمة لحكومة الوفاق في محاولة لمنع دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس، لكن قوات الغويل لم تتمكن من دخول منطقة سوق الجمعة التي نزل بها المجلس الرئاسي نظرا، لأنها تمثل حاضنة شعبية للسراج. كما أن الكتائب المعارضة لحكومة الوفاق لم يوافق معظمها على الاشتباكات التي أوقعت قتيلا من كتيبة النواصي، لأن هناك مخاوف من أن تتحوّل طرابلس إلى بنغازي جديدة.جدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي رحّب بوصول المجلس الرئاسي الليبي إلى طرابلس، ودعا حكومة الوفاق الوطني إلى التركيز على مكافحة الإرهاب، وطالب فيه كافة الجهات بوقف الدعم عن كل طرف ليبي لا يعترف بالحكومة الجديدة. بينما دعا وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرولت، المجتمع الدولى لأن يبقى مستعدا لمساعدة حكومة الوفاق الوطنى الليبية، بما فى ذلك عسكريا، إذا وجهت طلبا بذلك. فيما رحبت الجزائر بدخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس واعتبرته خطوة مهمة لتحقيق المصالحة الوطنية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات