38serv
عاد النزاع حول إقليم ناغورنو كاراباخ بين جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان، ليخيم بظلاله على منطقة تعد امتدادا طبيعيا للأمن الروسي، ومنطقة رخوة تثير حالة عدم الاستقرار فيها قلق الكرملين، لكونها تضاف إلى الوضع المتأزم في أوكرانيا والهش في عدد من جمهوريات آسيا الوسطى. أكدت وزارة دفاع أرمينيا أن أذربيجان استأنفت القصف المدفعي لمواقع في الإقليم على المحور الجنوبي لخط التماس، وأن القصف يجري باستخدام الوسائط المدفعية الصاروخية والآليات المدرعة، صباح أمس، حسب موقع “روسيا اليوم”، رغم إعلان العاصمة الأذرية باكو وقف عملياتها القتالية في الإقليم، ووقفاً لإطلاق النار من جانب واحد إثر معارك مع القوات الأرمينية، لكنها هددت بالرد في حال تعرض قواتها للهجوم.وأكدت وزارة الدفاع الأذرية في بيان لها أن “أذربيجان قررت، إظهارا منها للنيات الحسنة، وقف الأعمال القتالية من جانب واحد”، محذرة من أنها “ستحرر كل الأراضي المحتلة” إذا لم “تتوقف” القوات الأرمينية عن ممارسة “الاستفزاز”. أما وزارة الدفاع في ناغورنو كاراباخ فقد أكدت أن “أذربيجان استأنفت قصفها بالمدافع والدبابات على مواقعنا صباح الأحد”.وفي الوقت الذي تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، دعم أذربيجان حليفة أنقرة “حتى النهاية”، بعد المعارك العنيفة التي شهدها الإقليم المتنازع عليه، وأسفرت عن مقتل 30 جنديا من الطرفين، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن أسفه العميق للمعارك الدائرة في المنطقة، داعيا الطرفين إلى “أكبر قدر من ضبط النفس”، وطالب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الطرفين بالالتزام فورا وبشكل دائم وشامل بوقف لإطلاق النار.ولفهم أبعاد الصراع يجدر القول بداية أن هذا الإقليم من الناحية الجغرافية يقع في قلب أذربيجان، لكن من الناحية الديموغرافية تسكنه أغلبية أرمينية بنسبة 90 في المائة، ويعتبر من قبل خبراء العلاقات الدولية من أكثر موروثات الاتحاد السوفياتي السابق تعقيداً، حيث إن الإقليم كان جزءاً من السيادة الأذرية، حتى انهيار الاتحاد السوفياتي، فأعلن سكانه الانفصال عن باكو وطالبوا بالاستقلال وتشكيل جمهورية لم تنل اعترافا دوليا على غرار ما هي عليه “قبرص الشمال”، وشهدت المنطقة حروبا ونزاعات متعددة لاسيما ما بين 1988 و1994، وهو تاريخ وقف إطلاق النار الذي لم يمنع مع ذلك من استمرار المناوشات، وتتقاطع الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية في الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا حول ناغورنو كاراباخ، بداية بحرب الأنابيب، إذ تسعى أذربيجان لإقامة خط أنبوب غاز “نابوكو” يمر عبر الإقليم ويزود تركيا وأوروبا بالغاز، في وقت تواجه فيه موسكو تبعات الأزمة مع أوكرانيا ورغبة تركيا ودول الاتحاد الأوروبي تقليص تبعيتهم من الغاز الروسي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات