جاب الله يرتاح في الشارع ومباركة فضلت مدخل فندق كركلا

38serv

+ -

توسعت دائرة التشرد في ولاية تبسة بسبب انعدام مراكز إيواء. “الخبر” رافقت دورية النشاط الاجتماعي الليلية بمدينة تبسة في خرجة ميدانية لفرقة البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى، فكانت الانطلاقة عند الساعة 9 ليلا، حيث تجمع أعضاء الدورية بقاعة الاستقبال في مديرية النشاط الاجتماعي، وبعد مسافة سير لم تتجاوز الـ400 متر، أشار رئيس مصلحة المؤسسات المتخصصة ومدير النشاط الاجتماعي بالنيابة بتبسة، فيصل رزق الله، إلى مكان بجانب مركز التكوين المهني رقم 1، حيث اختاره الشاب جاب الله المختل عقليا مرقدا له.توقفت الدورية وحاول العديد منهم الحديث مع الشاب الذي تمسك بالأغطية والأفرشة رافضا الحديث مع الجميع، بل وحتى وجبة العشاء المتمثلة في طبق من التليتلي ولحم وقارورة ماء رفضها، مكتفيا بالقول “اخطوني..”، تعمدت الفرقة ترك الوجبة بجانبه لتواصل السير عبر الطريق المزدوج إلى غاية حي جبل الجرف. وعند المحور الدائري كان الجميع يتوقع تواجد “مختار” أحد المختلين عقليا الذي كان بجانب ثانوية حي جبل الجرف، يرتدي ملابس رثة، وبمجرد أن قدمت له وجبة ساخنة فرح كثيرا، لتضاعف له ثلاث مرات، وكأنه لم ير الطعام منذ عدة أشهر، كما سلمت له الأغطية ليقي نفسه من البرد.واصلت الدورية عملها عبر حي رفانا، ثم سكانسكا في اتجاه المحطة البرية لنقل المسافرين، حيث توقفت الفرقة أمام محلات رئيس الجمهورية لتصادف في أحدها شابا يغط في نوم عميق، سرعان ما استيقظ عندما شعر بوجودنا عند منتصف الليل، في البداية كان مترددا في الكلام، ليقول: “أنا مرتاح بالمكان ولا داعي لإزعاجي، أسترزق مع التجار”. الوجهة الأخرى بعد محطة المسافرين كانت وسط المدينة بمحاذاة قوس النصر كركلا، بجانب السور البيزنطي بعض المشردين تعودوا على المكان قبل أن يغادروه لتردد دورية النشاط الاجتماعي عليه، ما عدا العجوز مباركة التي تفضل مدخل فندق كركلا لقضاء الليل وفرحت كثيرا بالدورية لتطالبهم بالعشاء، مع الفراش والأغطية.وغير بعيد عن موقع تواجد العجوز مباركة وعلى مقربة من مقر الأمن الولائي والسوق المغطاة، صادفنا شابا يفترش علبة من الكرتون، يستسلم للنوم والتعب بادٍ عليه.. قال لنا المعني: “لست مجرما” لدي مشكل بالبيت وسأعود..”، مضيفا “قضيت 23 يوما بمدرجات المسرح الروماني، وفضلت قضاء الليلة بالمكان لقربه من مقر الشرطة”.رفض الشاب الكشف عن الأسباب التي دفعته للتشرد، رغم أنه يدرس سنة أولى جامعي علوم طبية بجامعة قسنطينة.وفي السياق، يقول فيصل رزق الله إنه يتم التعرف على المتشردين وإحصاؤهم وإشعار البلديات ومديرية الصحة لاتخاذ الإجراءات الوقائية في حالة العنف ومؤشرات الاعتداءات العنيفة.من جهته، يقول مدير الصحة والسكان بتبسة، الدكتور منجي مسطوري، إن هناك مشروع مؤسسة استشفائية وصلت نسبة إنجازه اليوم إلى 70 بالمائة وسيكون بمثابة قطب حتى للولايات المجاورة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات