تديُّن يكره الحضارة، وتحضُّر يكره الدِّين!

38serv

+ -

 كلّ تديُّن مع تبلُّد الفكر والحسّ، فهو موضع نظر، وللعلماء فيه كلام يجب أن يعرف، فإنّ محاربة الغشّ المعنوي أهم من محاربة الغش التجاري!هناك مَن يؤمن بالله عن تقليد، ما أعمل فكرًا ولا أدار بصرًا!، ما قيمة هذا الإيمان؟ البعض رفضه ولم يمنحه قيمة، والبعض قبله على إغماظ ولم يعدَّ صاحبه كافرًا.وسواء أخذنا بهذا الرأي أو ذاك، فإنّ المقلّد في إيمانه امرؤ من الدهماء لا يقود ركبًا ولا يصدر رأيًا، إنّه تابع وحسب. وهناك مَن ينتظم في صفوف الصّلاة، وهو لا يعني ما يقول ولا يفقه ما يقرأ! جسمه في المسجد ودماغه سارح في طول الدّنيا وعرضها. قد يتذكَّر كلّ شيء إلاّ جلال مَن وقف في محرابه.تمثيلية صلاة في إطار من غيبوبة عقلية تامة، هل له من صلاته شيء؟ إنّنا لن نُعدّه مبارزًا بالعصيان وتاركًا للفريضة، لكن هل هذه التمثيلية تزكّي نفسًا وترفع رأسًا؟هذا المُصلّى الذاهل صنو هذا المؤمن المقلّد، وكلاهما لا تنهض به حياة، ولا يرشد به مجتمع، لأنّ كليهما معطوب من داخله، وأجهزته النفسية والفكرية في حالة ركود على أنّ خطورة هذا النوع من التديُّن تبدو في ميادين الأعمال العادية، فالرجل صاحب الفكرة أو صاحب الدّعوة يتفاعل مع الحياة العامة وتتفاعل معه، لأنّه يستحيل أن يتحرّك بمعزل عنها، فإن كان صاحب عقل يقظان ويقين وثاب فرض نفسه عليها، وطوع كلّ شيء حوله لما يريده.والبيئة الفاضلة أثر أناس لهم شرف وهمّة، والبيئة المائعة أثر أناس أمرهم فرط وأخلاقهم سائبة. والأمّة المجاهدة صنع أناس يغالون بإيمانهم، ويسخّرون ما يملكون لدعمه، ويوجّهون مواهبهم العلمية وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية لخدمة ما يعتنقون..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات