38serv
أنت مسافر جزائري.. ونازل بمطارات كبريات العواصم والمدن، يعني أنك بالنسبة لعون الأمن محل شبهة.. قد يهينك ثم يجرّك إلى المساءلة ويسيء معاملتك فيخضعك لتفتيش مكثف ويدقق في بصمة العين، وإن أبديت اعتراضا فمصيرك مركز الشرطة وشطب التأشيرة .. هي وقائع تكررت مؤخرا، ولعنة مازالت تطارد الجزائريين في المطارات رغم خروجهم من العشرية السوداء. عندما يتعرض الجزائري إلى ممارسات مهينة بالمطارات الأجنبية، قلّما تتدخل ممثلياته الدبلوماسية او ممثلي الجالية لحمايته من التعسف وضمان له حق الدفاع، خاصة مع جهله لكيفية ممارسة حقه في مباشرة الإجراءات القانونية.مطار الغردقة بمصر .. سنة 2014 .. إجراءات كثيرة ومعقدة، ثم وابل من الأسئلة :من أنت؟ ماذا تعمل؟ الغرض من الزيارة؟ أين الإقامة .. والاهم ليس التأشيرة بل الموافقة الأمنية .. هي قصة مواطن جزائري مقيم بفرنسا وزوجته الفرنسية، الذين بمجرد أن وصلا المطار مرت الزوجة بعد أن أظهرت بطاقة التعريف وجواز السفر دون تأشيرة أو موافقة أمنية، لكن مورست على الزوج إجراءات ثقيلة انتهت بتوجيهه إلى مصلحة شرطة المطار للتحقيق معه، رغم أنه كان يحمل تأشيرة، لكن دون موافقة أمنية.ظل الجزائري محل استجواب لمدة 3 ساعات، وحين سُمح له بدخول مدينة الغردقة، كان قد غير برنامجه برفض مواصلة الرحلة وطلب من زوجته ليعود أدراجه، متأسفا، في أول طائرة متجهة نحو فرنسا.المنظمات لم تسلموبمطار القاهرة الدولي أيضا، تعرض في نفس السنة وفد رسمي من هيئة الهلال الأحمر الجزائري محملا بالمساعدات إلى غزة إلى الإهانة والمضايقات، رغم وجود تأشيرة، كما خضع للتحقيق لـ4 ساعات، وبحضور ممثلين عن السفارة الجزائرية بالقاهرة.رحلة العذاب“لن أنسى أنا وأختي الذل والاحتقار بعد “رحلة العذاب”، حين مررنا عبر روما الإيطالية قاصدين باريس، وعوملنا كالحيوانات وقضينا ليلة كانت درجة الحرارة فيها لا تتجاوز الأربع تحت الصفر، بينما تم توجيه الأجانب الذين كانوا في مثل وضعيتنا إلى فنادق مجاورة للمطار” .. هكذا لخصت فتاة جزائرية فصول رحلتها بتاريخ 22 مارس 2016، إلى روما على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيطالية، للالتحاق بوالدتهما التي ترافق أبوهما المريض ليحجز مكانا بمستشفيات باريس لإجراء عملية جراحية.ولأن الأمر مستعجلا،.. توجّهتا لطلب تأشيرة “شنغن” لدى السفارة الإيطالية، كونها تسلم “في ظرف زمني قصير، لتتم الرحلة من الجزائر العاصمة إلى روما في ظروف عادية، حيث تحصلتا رفقة عدد من المسافرين الذين كانوا قاصدين روما ثم التوجه إلى باريس على بطاقتين للدخول، الأولى خاصة بدخول مطار روما، والثانية للعبور بعدها نحو مطار باريس، وعند الوصول إلى مطار روما، توجّه الجزائريون الذين كانوا معنيين بالعبور إلى دول أخرى، إلى منطقة العبور رفقة مسافرين من جنسيات أخرى، وبها بدأت المتاعب.خضع الجزائريون بمنطقة العبور، من بينهم الشقيقتين، لاستفسارات عن سبب مرورهم عبر إيطاليا، ليتم سحب جوازات السفر من الجزائريين وكذا بطاقات المرور دون مبرر، بل اشترطوا عليهم المكوث ثلاثة أيام بإيطاليا قبل التوجه إلى الوجهة النهائية، ومكثوا هناك حتى تأخروا عن رحلاتهم، ولما طالبوا باستعادة جوازات سفرهم ليتمكنوا من الحجز بفنادق مجاورة، قوبل المطلب بالرفض وأبلغهم رجال الأمن بأنهم سيرحّلون إلى الجزائر.أوفدت السفارة الجزائرية القنصل إلى المطار، صبيحة اليوم الموالي، الذي وعد بحل الإشكال، أما السلطات الإيطالية باشرت عملية الترحيل وأرغمت الجزائريين على الركوب في مؤخرة الطائرة دون أن تسلّم لهم جوازات السفر، ليتفاجأوا بعد وصولهم إلى مطار هواري بومدين بأن جوازات السفر مشطوبة بعبارة ملغاة وضياع أمتعتهم...حتى الإطاراتمطار المدينة السعودية.. أستاذ بكلية الحقوق بجامعة الجزائر2، استحضر في حديث لـ“الخبر” تجربته بمطار المدينة بالمملكة السعودية، وصفها بالمريرة .. “تفاجأت عند وصولي إلى مطار المدينة، قبل شهرين قصد المشاركة في ملتقى دولي يدوم 3 أيام، بمنعي من دخول الأراضي السعودية بحجة أن التأشيرة التي بحوزتي ستنتهي صلاحيتها بعد يومين من تاريخ ذلك اليوم.“سألت أحد أعوان الأمن عما يتعيّن عليّ القيام به من إجراءات، لكنه بادرني بنبرة حادة وانفعال شديد قائلا: لا تخاطبني. ارجع إلى بلدك”، وتابع الدكتور يسرد لنا الوقائع “استعمل رجل الأمن عبارات غير لائقة.“وبعد أن رفضت السلطات طلب تمديد مدة التأشيرة، لجأت إلى الاتصال بالسفارة الجزائرية بالمملكة، وفوجئت بقرار الترحيل تجاه مطار القاهرة، أين مكثت في مركز العبور في ظروف غير إنسانية، لأعود إلى الجزائر.نظام المخزن .. على خطاهموكانت “الخبر” قد تطرقت سابقا إلى أن السلطات المغربية، أهانت الجزائريين على مستوى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، تتجاوز في بعض الأحيان الحدود إلى درجة تجريد مسافرين من ثيابهم لدواعي التفتيش.ومن بين الشهادات، ممارسات استفزت مشاعر المسافرين الجزائريين، حيث تم تغيير شباك الختم على وثائق السفر من وإلى آخر، مما يتعب المسافرين، وغالبا ما تسبّب في نشوب ملاسنات بينهم وبين مسؤولي أمن المطار.وفي شهادة ذات صلة، تعرضت سيدة في أواخر 2014 للإهانة بمطار المغرب، حين حوّلت لمكتب تفتيش وأجبرت على خلع ملابسها لدواعي تفتيش أمني، كما قيل لها. ورغم احتجاجها، فإن السلطات الأمنية المغربية أصرت على مواصلة عملية التفتيش بطريقة مهينة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات