“الحوار السياسي الليبي في الجزائر هو نجاح مسبق”

38serv

+ -

التقى، أمس، الفرقاء الليبيون في الجزائر التي احتضنت جولة الحوار السياسي الليبي-الليبي، هل أنتم مع الحل السياسي؟ نحن مع الحل السياسي، وهو أمر مطروح من قبل كافة أطراف المجتمع الليبي وكذا الشعب، عدا الأطراف المتورطة مع نظام القذافي خلال الـ42 سنة الماضية، بما في ذلك تورطها في سرقة واختلاس الأموال ونهب أراضي الدولة وجرائم القتل التي ارتكبوها، فهم لا يريدون حلا سياسيا سلميا لبناء دولة، وذلك خوفا من التعرض إلى القضاء والمساءلة والقانون، فهم يريدون حلا من شكل آخر، مثل الحل الذي كان في اليمن، حل من قبيل ”عفا الله عما سلف”. نحن نرفض ذلك رفضا مطلقا، فدول الخليج استغلت ما أسمته المصالحة وأتت باتفاقية بدعم من الأمم المتحدة، وأخرجت علي عبد الله صالح جسما وليس عقلا وروحا، ثم عاد مجددا من خلال نائبه عبد ربه هادي منصور. وجب تشغيل العقل، هل إعلان الأمم المتحدة رسميا أن علي عبد الله صالح يمتلك 60 مليار دولار منطقي؟ أين وضعها في المقابر أم في بنوك هذا العالم؟ما المأمول من لقاء الجزائر؟ كلنا ثقة في الجزائر الشقيقة التي شأنها غير شأن بلدان أخرى لها مصالح، وتتدخل لمصالح دول أخرى، الجزائر برهنت أنها في صف ليبيا وليس في صف أي تيار كان، فارتباط الجزائر بليبيا ارتباط عضوي. ومن المؤكد أن الجزائر، ومن خلال جولة الحوار، ستصل إلى وضع النقاط على الحروف، وتخرج بنتيجة واضحة تضعها على مرأى الشعب الليبي والعالم.. جولة الحوار السياسي الليبي في الجزائر نجاح مسبق لهذه الأخيرة، وأكيد سنقطف ثمار هذا اللقاء.تتهم حكومة الإنقاذ مكتب الأمم المتحدة في طرابلس بدعم إعادة المنظمة السابقة، ما دليلكم؟ لا نريد الحرب، بل نسعى إلى السلم، لكن ليس ذلك الذي يعيد البلاد إلى عهدها السابق كما يخطط له مكتب الأمم المتحدة في ليبيا، ورئيس المكتب برناردينو ليون، والخبراء والمستشارون في هذا المكتب، وأنا أملك الأدلة والبراهين على أن المكتب المتواجد في طرابلس لم يكن مهنيا، وينفذ عملية تستهدف النيل من سيادة وحرية الشعب الليبي، بدعمه إعادة المنظومة السابقة، وهنا أشير إلى الدور التاريخي الذي رسمه قادة الجزائر، وليس لأنك جزائرية أقول هذا، لكن قادة الجزائر رسموا دورا تاريخيا سواء على نطاق حوارات الجامعة العربية أو المجتمع الدولي، برفضهم تمزيق ليبيا، وكذا رفض دعم الدول الفاشلة بأن تنقل مشاكلها داخل النسيج الليبي.من تقصدون بالدول الفاشلة؟ تعاني مصر ثورة قاصمة، لن تنتهي إلا بسقوط نظام العسكر الحاكم هناك، وليس لها من مخرج يمكنها من تجاوز الثورة الشعبية إلا بإعلان الحرب على ليبيا، وبذلك فرض القوانين العرفية التي تسمح لها بمنع المظاهرات ونقل مشاكلها إلى داخل ليبيا، فالمظاهرات اليوم في مصر تتجاوز 100 مظاهرة في الأرياف والشوارع، وقطع المصريون وعدا بأنهم لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد إسقاط الحكم، ولن يدخلوا بيوتهم إلا بعد التخلص من النظام العسكري الفاشل.تعتقدون أن النظام المصري يرى الحل في نقل الثورة إلى ليبيا؟ السيسي وحكم العسكر في مصر ارتبطا مع المعادين لثورة الشعب الليبي، ومع من يدعمهم من الدول التي تمتلك الأموال، وكذا مع منظومة القذافي التي سادت طيلة عقود من الفساد بما يزكم الأنوف. هم يريدون الإبقاء على عملاء القذافي لغلق الملفات الفاسدة حتى لا ينكشف المستور، من سبيل ما تناوله الإعلام، مؤخرا، من تمويل النظام الليبي السابق أثناء فترة حكم القذافي لحملة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئاسية.من يمثل منظومة القذافي حاليا؟ قذاف الدم ومشاريع بما قيمته 5 ملايير دولار، غير الأموال المسروقة، وكذا وزراء القذافي وقياداته السابقة، وخليفة حفتر، إلى جانب أبناء القذافي، ومدير المخابرات الليبية آنذاك، موسى كوسة، أحد المجرمين الكبار، الذي تسبب في مجزرة أبو سليم، حيث قتل 1200 سجين بدم بارد، وهم الآن يريدون العودة من جديد.اتهم عمر الحاسي بعدم السيطرة التامة على المجموعات المسلحة، وأن المؤتمر الوطني يعيش خرابا، ما حقيقة ذلك؟ الأمر غير صحيح، وأنا على علم بأنه ليس تشكيكا سلبيا، لكن وكما يقال ”لكي يطمئن قلبك”. أفضل دعوتكم إلى ليبيا، فهي بيت مفتوح، وتحققوا من الوضع بأنفسكم، وانتزعوا الإجابة.قال رئيس حكومة الإنقاذ، عمر الحاسي، في تصريح سابق، إنه لا حوار إلى غاية أخذ حقنا من النظام المصري، كيف ذلك؟ بدأنا ننتزعه، لا يعني ذلك توجيه السلاح في وجه أي دولة. صحيح أن الحرب سياسية الآن، لكن إن فُرضت الحرب على ليبيا فنحن سندخلها بالشكل الصحيح، فمصر تقاتلنا ظلما وبهتانا، لذا أصبح مباحا لنا أن نقاتلها، إلا أننا نترك للمجتمع الدولي النظر في الأمر، ونحن سنقدم شكاوى للأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية في العالم، وسنستعين ببعض الدول الصديقة، وعلى رأسها الجزائر، في المطالبة بحقوقنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: