38serv
في حديثه لـ“الخبر” عن أهمية الرضاعة الطبيعية وآثارها الإيجابية، سواء على صحة الرضيع أو الأم، اعتبر البروفيسور مصطفى خياطي رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى حسان بديع بالحراش، حليب الأم لقاحا في حد ذاته، كونه مكونا من مضادات حيوية تحمي الصغير من كل عدوى تصيبه، موضحا أنه كلما رضع الصغير من أمه، اكتسب مناعة جسدية، مفسرا ذلك في الحديث التالي.نعلم أن الطريقة السهلة لأمهات اليوم هو إعطاء الرضيع حليبا اصطناعيا دون الحرص على إرضاعه طبيعيا، ما رأيكم في ذلك؟ يجب على كل أم أن تفهم بأن الرضاعة هي حق مشروع أملته مختلف النصوص، بغض النظر عن عديد الأفكار الخاطئة التي اكتسبتها أمهات اليوم عن الرضاعة، وهو أنها تسبب لها البدانة، رغم أن ذلك خطأ؛ لأنه ثبت العكس علميا، وهو أن الأم التي تثابر على إرضاع ابنها من ثديها تفقد وزنا عوض التي تعتمد إرضاعه اصطناعيا، زيادة على الحماية الصحية التي تضمنها الرضاعة الطبيعية للصغير، فقد بينت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين تناولوا حليب الأم نادرا ما يتعرّضون للإصابات الصدرية التي تعتبر أولى أسباب الموت عند الرضّع. كما يجب على الأم أن تعلم أن حليبها معقم، ويضمن بالتالي صحة ابنها، حيث أنه يخرج بدرجة حرارة ملائمة لحرارة الرضيع “37 درجة”، وبالتالي فهي ليست في حاجة إلى تحضيره وتسخينه، علما بأن إمكانية الإصابة بعدوى تكون أثناء تحضير الحليب الاصطناعي، زيادة على العلاقة الودية الرائعة التي تنمو بين الأم ووليدها أثناء الإرضاع.كيف تفسرون انعدام التحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية في مراكز الولادة والطفولة والأمومة؟ كان من المفروض على القابلات والممرضات الممارسات بهذه المراكز أن يتولين ذلك، لكن وجدنا أن ذلك لا يحدث، وإن حدث فبصفة نادرة، علما بأنه في مثل هذه الحالة يتوجب ضمان تكوين متواصل للقابلات والممرضات في المجال، وتحيين معلوماتهن حول موضوع الرضاعة الطبيعية.. وأظن أن أحسن طريقة في هذه الوضعية؛ هو تخصيص قابلة في مجال التحسيس وإسناد المهمة لها، على أن تمارسها بانتظام، مع الحرص على ضمان دورات تكوينية للقابلات والممرضات وتزويدهن بالمعلومات اللازمة عن ذلك.فشلت فكرة المستشفيات أصدقاء الرضع في الجزائر، فما السبب وراء ذلك، حسبكم؟ ببساطة؛ لأنه لا يوجد اقتناع بهذا المشروع، رغم أن الفكرة في حد ذاتها هامة جدا. يكفي أن نطلع للأسف على الإحصائيات السنوية، الخاصة بنسبة الإقبال على الرضاعة الطبيعية بالجزائر، لنجد أنها في تدهور متواصل من سنة إلى أخرى، لتبقى بالتالي مجرد حبر على ورق، رغم أنها أعطت في الخارج نتائج جيدة، لأنهم عينوا مسؤولين عن المشروع وأسندوا لهم مهمة إنجاحه، لكن ما حدث عندنا هو عدم إسناد المسؤولية لهيئة أو أشخاص معينين، بل بقيت افتراضية.. إذ يجب أن لا نكلف بها طبعا رئيس مصلحة بمستشفى معين، لأن له مهام كثيرة تعيقه عن الاهتمام بالمشروع، بل يجب أن تسند مثلا لقابلة ذات تجربة في المجال تعمل على إنجاح المشروع وتحرص على متابعته وتتبع تطوراته، وتنسق مع مستشفيات أخرى، وهو ما من شأنه أن يضمن نجاح المشروع الذي يبقى عندنا “مناسباتيا” فقط، ولا يتم التطرق إليه إلا عند إحياء اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية، وهو الأمر المؤسف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات