38serv
لأول مرة تعلن دول الخليج رسميا وعلنيا، دعمها للمغرب في القضية الصحراوية، كيف تقرؤون ذلك؟ هذا مجاهرة بالعزة والإثم في موقف يناهض الشرعية الدولية، لكن في الحقيقة ما وراء السطور هو عدم وجود أموال تعطى للمغرب، فأعطوه كلمات؛ إذ يجب الإشارة إلى أن ملك المغرب غضب وغادر في اليوم نفسه، في زيارة تعتبر الأولى في العالم تدوم أقل من 24 ساعة، لأنه ذهب “محمّلا بأكياس عاد بها فارغة”، أي أنه رجع إلى المغرب بخفي حنين، عدا البيان الختامي للقمة الخليجية المغربية الذي أوردوا فيه دعمهم للرباط، وهو أول خروج علني لهم، عبّروا فيه عن مساندتهم له ببيان قبيح ووقح في التعبير، وبذلك حفزت دول الخليج المغرب بكلمات فارغة لإرضائه. أما محمد السادس، فكان يريد أموالا، إلا أن السعر المتدني للنفط والحروب في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، أفرغ جيوب هؤلاء.صحيح أن البيان يقرأ فيه أن تلك الدول تريد شرا بالجزائر، ولكن هو أيضا موقف علني سياسي تعويضا لمحمد السادس، فهذا الأخير لم يستقبله الملك ولا ولي العهد ولا ولي ولي العهد، لا في المطار ولا في جلسات ثنائية.. أكبر شخص رسمي استقبله كان أمير مكة، وفي حقيقة الأمر الملك المغربي لم يتنقل من أجل دول الخليج؛ وإنما لأنهم وعدوه بترتيب لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلا أن الأخير رفض لقاءه، فجاء خطابه يحمل استياء من هذا، وقال “المغرب حر في قراراته وليس محمية لأي بلد”، وبذلك فهو غاضب على الغرب الذي يظن أنه يقف وراء الأمم المتحدة، وعلى الخليج الذي لم يعطه الأموال الموعودة، فخطابه حمل الكثير من البكاء والشكاوي والعويل ترجم الحالة المعنوية التي يتواجد فيها.وبدل أن تفهمه تلك الدول وتعطيه “الفلوس”، أعطته كلاما في بيان، فغادر خالي الوفاض.بقدر التقدم الذي أحرزته القضية الصحراوية على مستوى الاتحاد الإفريقي، إلا أن مسارها ظل بعيدا عن أجندة الجامعة العربية، ما أبعاد وأسباب ذلك؟ هذا لأنها أصلا ليست جامعة عربية، بل مجرد غرفة ملحقة أو مديرية فرعية بوزارة الخارجية المصرية، وهي المنظمة الوحيدة التي نعرف أمينها العام القادم.. لما كانت موريتانيا والمغرب مع تقرير المصير في الصحراء الغربية، أي أثناء الاستعمار الاسباني، أصدرت الجامعة العربية توصية تاريخية تقر بحق تقرير المصير، مع ذلك لم تدرجها في جدول أعمالها وكان المغرب دوما هو الدولة التي ترفض إدراجها، لكن بطبيعة الحال لا أحد يهتم بالجامعة العربية وما تقوله، إذ أنها لم تنجح في حل أو تسوية أي قضية كانت، وليست الجامعة العربية إلا بوقا إعلاميا لمصر والسعودية.وجب أن نتذكر أن دول الخليج والجامعة العربية أيدوا سابقا المغرب وموقفه ضد موريتانيا، وقالوا إن هذه الأخيرة ترابا مغربيا من خلال توصية، لكن هذا لم يمنع موريتانيا من تأكيد سيادتها واستقلالها عن المغرب، وهو الموقع المخجل الذي يبقى عارا على دول الخليج والجامعة العربية، التي راحت بعدها تبارك قرار المغرب وموريتانيا تقاسم أراضي الصحراء الغربية.. هذا دون نسيان تخاذل الجامعة إزاء ما يحدث في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا.وما رد جبهة البوليساريو على هذا الموقف؟ الدول الخليجية هي دول غير ديمقراطية، لو كانت كذلك لاهتممنا بها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات