الجيش الليبي يستعد لتحرير سرت من داعش

أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، عن وضع استراتيجية مشروع وطني لمحاربة تنظيم “داعش” في مدينة سرت، وذلك بسواعد ليبية ومن دون أي تدخل أجنبي، فقد كشف النقاب عن بدء المجلس بالتنسيق مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق العقيد المهدي البرغثي، اتصالات بجميع قيادات الأركان والقيادة العامة للجيش وبكل القيادات العسكرية في الشرق والغرب والجنوب، لوضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت من “داعش”، وخاصة لتحديد المتطلبات المالية والفنية العسكرية، وكذلك إيجاد غرفة مشتركة للعمليات تضمن مشاركة القوات المسلحة الليبية في كافة أنحاء البلاد. وشدّد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بعدم سماحه بأن تكون المعركة ساحة للصراعات بين الأطراف التي ستشارك فيها، مطالبا بتوحيد الصفوف والابتعاد عن التجاذبات السياسية من أجل محاربة الإرهاب الذي هو عدو مشترك لكل الليبيين، على حد وصفه. في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام بريطانية، نقلا عن مصادر عسكرية، بأن القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الفريق أول ركن خليفة حفتر، يقوم بتحضير الجيش للهجوم على موقع “داعش” في سرت خلال الـ48 ساعة القادمة. وعلى الأرض، تحركت وحدات من الجيش الليبي باتجاه سرت، فيما وصلت تعزيزات عسكرية متكاملة من آليات وأفراد إلى أحد المعسكرات القريبة من مدينة أجدابيا، ضمن عملية سرت الكبرى القرضابية الثانية، بهدف تحرير مدينة سرت التي تقع تحت سيطرة داعش منذ أكثر من عام.وتأتي تحركات الجيش الليبي لتحرير سرت من داعش، بعد نحو أسبوعين من انسحابه من درنة تحت وقع ضربات الجيش الليبي، فقد خسر بذلك رمز قوته في ليبيا وأول “إمارة” مزعومة له في البلاد، ما يعد تغيرا دراماتيكيا في الحرب على الإرهاب. فالتنظيم الذي استغل الفوضى الناجمة عن انشغال الحكومة الليبية والقوات الحكومية بالتصدي للميليشيات غير الشرعية، ليوسع خريطة تمدده في ليبيا، بات الآن في موقف دفاعي، رغم التقارير الموثقة التي تتحدث عن تدفق آلاف المسلحين من خارج البلاد للانضمام إلى داعش بعد انحسار قوته في العراق وسوريا.