38serv
كشف المستشار لدى المجلس الأوروبي والمركز الوطني لمكافحة المخدرات، الدكتور عبد النوري صالح، أن أزيد من 85 ألف شخص لجأوا للعلاج من الإدمان على المخدرات بالمراكز الاستشفائية لتخليصهم، بينهم 5099 امرأة مدمنة منذ 2010 إلى غاية 2015، خضعن بإرادتهن للعلاج. استثنى المتحدث من خلال الأرقام المقدمة، خلال محاضرة ألقاها بالمعهد الوطني للبحث في التربية، بالعاشور في العاصمة، نهاية الأسبوع، الأشخاص المدمنين الذين لم يتقدموا بعد إلى المصالح الطبية للعلاج، كاشفا بأن نسبة ترويج واستهلاك المخدرات بالجزائر تضاعفت بـ 235 بالمائة منذ سنة 2011، مما جعلها تتوغل في عمق المجتمع وتخترق جدران المؤسسات التربوية، داعيا إلى التصدي لها بكل حزم.وكشف المستشار بأن محاولات إدخال المخدرات إلى الجزائر تضاعفت، بدليل أن مصالح الأمن حجزت نحو 893 طن من المخدرات بكل أنواعها خلال العشر سنوات الأخيرة، ناصحا القائمين على قطاع التربية والثقافة بالاعتماد على مقاربة الوقاية لمواجهة زحف ظاهرة الإدمان على المواد المخدرة، مشيرا إلى أن بارونات المخدرات يتعاملون مع الوضع بوصفه تجارة، لأن عائداتها تفوق حتى أرباح سوق النفط في العالم، ولا تسبقها سوى التجارة الشرعية للسلاح، وإفريقيا أضحت أول قارة تنتج المخدرات في العالم وأرضا للزراعة والتهريب والاستهلاك، وهي الظروف التي أضرّت بالجزائر وشبابها.وخضع حوالي 19 ألف شخص العام الماضي، يتابع المتحدث، لفحوصات ومتابعة طبية لعلاجهم من الإدمان على المواد المخدرة، مشيرا إلى أن مصالح المركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة فرانتز فانون، استقبلت عائلة اكتشفت أن ابنهم صاحب 9 سنوات مدمن على المخدرات، واصفا الأمر بالمأساة.من جهتها، حذّرت الأستاذة المحاضرة بجامعة البليدة، مختصة في الخدمة الاجتماعية، الكرد انتصار، من وجود محاولات جدية ومرتبة لتخريب الوعي الجماعي الجزائري بإغراق شبابه في المخدرات، داعية إلى إجراء دراسات علمية تأتي بنتائج دقيقة يمكن التعويل عليها في مواجهة ظاهرة الإدمان دون الاكتفاء بمكافحتها عن طريق الحجز والعقاب فقط.المهلوسات تهلك جسم حنانتعالج الشابة حنان ذات 24 ربيعا، بمركز علاج المدمنين بالبليدة، وتخشى على ضميرها الموت قبل جسدها المنهك بالأدوية التي تناولتها لسنوات. بصوت هادئ وخافت استهلت كلامها “الحمد لله لم تأخذني النزوة في تعاطي الهيرويين والكوكايين بالرغم من إلحاح صديقاتي”، غير أنّها استجابت مرّة واحدة لحبّة “سوبيتاكس” التي تعادل في خطورتها المخدرات الصلبة.تسترجع ذكريات مراهقتها قائلة إنّها انساقت وراء كبريائها وجرّبت أول سيجارة كرد فعل عن سخرية قرينتها من عدم إتقانها إمساك سيجارة في جلسة جمعتها بصديقاتها داخل قاعة شاي، لتقتحم عالم المخدرات في سنّ الـ20 بدواء جدّتها المهدئ المصابة بمرض القلب “إيكزومين”، وحاولت الانتحار بتناول جرعات زائدة بسبب خلافٍ بسيط مع والدها بعدما منعها من الخروج.غير أنّ وضعها سرعان ما خرج على السيطرة، عندما ناولها صديق خطيبها حبّة “ليريكا” مُسترجعة شعورها بوصف حالها “أنّها أجمل فتاة في الكون”، لتتعود على مختلف أنواع المهلوسات بحثا عن نشوة تصنعها “الحمرا”، “ليريكا” وأسماء أخرى، موضّحة أنّها كانت تشتري علبة الأقراص المهلوسة بـ12 ألف دينار توفّره لها عائلتها كلما احتاجت المبلغ دون معرفة فيما أنفقته، باعتبار تعوُّدِها على اقتناء “الماركة”.طيلة 3 سنوات، لم تعرف حنان طعم الهناء بالرغم من الحياة الهادئة التي تنعم بها، فبالرغم من اكتشاف أمرها من طرف والديها وعدم تقبّلهما لوضع وحيدتهما ومدلّلتهما، إلاّ أنّها لم تلق لوماً أو عتاباً سوى نصائحَ وخوفٍ من مستقبلٍ يُطفِئ شباب صغيرتهما.تُمسك حنان هاتفها الذكي لتعرض صُورا لها تحتفظ بها التقطتها قبل أن تظهر عليها أعراض الإدمان، متباهية بجمالها وكلّها أمل في عودة حُسنها، مؤكدة أنّ قرار العلاج كان بمحض إرادتها بعدما استفاقت من غفلتها على وقع صدمة نبأ تعاطي خطيبها الهيرويين، حيث خيّرته بينها وبين السمّ الأسود فاختار الأخير مُجبرا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات