38serv
مع حلول شهر ماي، تعود السينما العربية والجزائرية لتأمل حظوظها في المشاركة في مهرجان “كان” السينمائي العالمي، الذي تجري فعاليات دورته الـ69 ما بين 11 إلى 22 ماي. ويطرح الحضور الجزائري اليوم الكثير من الأسئلة، عن أسباب الغياب “المزمن” والحضور “المتواضع” في هذا الحدث السينمائي الأبرز في العالم، الذي يستقطب في دورة 2016 أزيد من 200 ألف سينمائي وصحفي من العالم. وقد قرر منظمو المهرجان منح المشاركين فرصة، يوم الافتتاح، لارتشاف قهوة سينمائية مع المخرج الأمريكي المميز وودي آلان، بعنوان فيلمه الجديد “كافيه سوسايتي”. لم يكن خلو المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للمهرجان، من أي فيلم عربي، مفاجئة حقيقية، فالغياب العربي ظل عنوان كل المقالات، منذ آخر مشاركة عربية حقيقية قادتها الجزائر عام 1975 بعنوان “وقائع سنين الجمر” للمخرج لخضر حامينة، تلك السعفة الذهبية لا تزال الوحيدة بالنسبة للأفلام العربية الطويلة. ولكن على عكس الأفلام الطويلة، فإن الأفلام القصيرة العربية قالت كلمتها مجددا، من بوابة تونسية عبر الفيلم التونسية القصير “علوش” للمخرج لطفي عاشور، الذي دخل لمنافسة تسعة أفلام قصيرة أخرى، ليبقى السؤال هذا العام “هل سيكون لطفي عاشور، وإيلي داغر جديد الذي حاز فيلمه القصير “أمواج 98” على السعفة الذهبية السنة الماضية؟”.رغم الغياب في المسابقة الرسمية، إلا أن المهرجان في فئاته، “أسبوع النقاد” و«أسبوعي المخرجين” ومسابقة “نظرة ما”، آبى إلا أن لا يحيي الإنتاج العربي المشترك ويرفع القبعة لمخرجي الأفلام المشاركة، خصوصا من أبناء الجالية العربية، الذين يحضّرون بأفلامهم في هذه البرامج التي تبدو أكثر اهتماما بالأفلام العربية التي تراقب “الربيع العربي” وما تلاه من أحداث، وهو ما تعكسه مشاركة الفيلم المصري “اشتباك” للمخرج محمد دياب في مسابقة “نظرة ما”، كما نجد في هذه الفئة لمهرجان “كان” الفيلم الفلسطيني “أمور شخصية” لمها حج أبو العسل، وفيلم المخرجة الفرنكو مغربية هدى بنيامينا “الهيات” الذي ينقل حكايات الضواحي والإسلاموفوبيا في فرنسا . يعتبر الحضور في هذا الحدث السينمائي بلا شك خطوة نحو التميز، لهذا نجد أصواتا من الجزائر تعتز بالمشاركة في “أسبوعي المخرجين”، بحضور فيلم المخرج الفرنكو جزائري داميان أونوري بفيلمه القصير “قنديل البحر”. هذا الفيلم الذي جاء ليشكل “طعنة” جديدة في صدر الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي منذ تأسيسها سنة 2005، إنجازها لأزيد من 100 فيلم بين طويل، وقصير ووثائقي، لم يستطع أي منها الدخول إلى مهرجان “كان” بشكل رسمي، ليكون خلاصة الفشل في تحقيق الأهداف الكبرى للسينما الجزائرية، من التوزيع والترويج، قرار الوزير عز الدين ميهوبي على أن يقتصر دور الوكالة “عند حدود الترويج الثقافي”، كما قال: “لن يكون هناك علاقة للوكالة بالسينما مستقبلا”. وبشكل عام، تسبح الأفلام الجزائرية بعيدا عن شواطئ مهرجان “كان”، فحتى تظاهرة “عاصمة الثقافة العربية” التي أنجزت 17 فيلما، منها ستة أفلام طويلة، بميزانية وصلت إلى 150 مليار سنتيم، هي أفلام “لا حدث” بالنسبة لمهرجان “كان”، الذي فيما يبدو أنه فضل اختيار فيلم “قناديل البحر” الذي أنتجه بدعم خاص وبميزانية متواضعة على “قناديل” التظاهرة العربية الكبرى. أنتجت في مشهد سينمائي جزائري متعب، يعاني بالدرجة الأولى قلة قاعات السينما، وانتشار ظاهرة القرصنة التي دفعت بالموزعين السينمائيين العالميين إلى هجرة السوق الجزائرية، التي بها حوالي 100 قاعة سينمائية فقط، معظمها غير مجهز بوسائل العرض الحديثة “دي سي بي”.ورغم كل ذلك، فإن السينما الجزائرية بقيادة المخرج مرزاق علواش ولطفي بوشوشي وحسان فرحاني، هي في المراتب الأولى عند حدود الضفة الأولى للطبعة الـ32 لمهرجان السينما الدولي لمونريال “مشاهد من إفريقيا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات