النهضة تتوجه إلى الفصل بين الدعوة والسياسة

38serv

+ -

تنطلق اليوم الجمعة في تونس أشغال المؤتمر العاشر لحركة النهضة تحت شعار “نهضة تونس مع بعضنا”، وبحضور أكثر من ألفي مندوب، وتحضر شخصيات سياسية من الجزائر والمغرب ومصر وتركيا ودول أوروبية، وتسعى النهضة إلى أن يكون المؤتمر محطة مفصلية وهامة في مسارها السياسي.ويعد هذا الموعد الثاني عقب الثورة بعد مؤتمر 2012، لكنه الأكثر أهمية على خلفية أنه المؤتمر الأول الذي يعقد في ظروف تنظيمية وسياسية طبيعية مقارنة مع المؤتمرات السابقة التي عقدت في ظروف المنفى والتشتت الذي عانته النهضة خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.ويأتي هذا المؤتمر وسط نقاش سياسي كبير داخل الحركة حول مسألة الفصل بين الدعوة والسياسية، ما يعني تخلي الحركة عن المرجعية الدينية والأدبيات الخطابية المرتبطة بالمرجعية الإسلامية التي كانت تبني عليها تصوراتها السياسية. وقال رئيس النهضة راشد الغنوشي إن الحركة ستغير اسمها إلى “حركة النهضة والتنمية” أو “حركة النهضة الوطنية”، في إشارة إلى طرحه السياسي الجديد بالفصل بين الدعوة والسياسة، مؤكدا أن الدين إذا ارتبط بالسياسة تضرر كثيرا.وساهم التوجه السياسي الجديد للحركة في توسع مشروعيتها المجتمعية وقبولها في الأوساط السياسية والنخب التونسية، خاصة في ظل التحول السياسي العميق في المواقف والتصورات التي انقادت إليها النهضة، وقبولها بالعمل مع الأحزاب الليبرالية كنداء تونس، وانفتاحها بقدر كبير على كل القوى والأفكار الديمقراطية والنخب السياسية، وقيادتها لمسعى المصالحة السياسية والاقتصادية حتى مع رموز من النظام السابق. وتطالب كتلة من القيادات الشابة في الحركة بإخراج الحركة من حالة الصراع الراهن، بين ما يعرف بقيادات شرعية السجون وقيادات المهجر، وتطرح هذه القيادات خيارا يتضمن باتجاه تحول الحركة إلى حزب مدني وطني جامع مُرتكزه الإسلام ومنتهاه الإنسان التونسي، وبهيكلة عصرية واضحة المعالم تكرس اللامركزية والديمقراطية التشاركية وسلطة فعلية للقاعدة، وتمكين الإطارات من المشاركة الفعالة، وتكريس مزيد من الديمقراطية في البلاد بتقوية المؤسسات السياسية والمجتمع المدني والحقوق والحريات والتسامح بين التونسيين، والاهتمام بوضع برامج اقتصادية واجتماعية تجمع بين الحريات الاقتصادية والاقتصاد الاجتماعي.ولا تبدو منافسة راشد الغنوشي ممكنة في رئاسة الحركة، لكن اتجاها وسط المؤتمرين يطرح فكرة أن يكون المكتب التنفيذي للحركة منتخبا من قبل المؤتمر لاقتسام سلطة القرار داخل الحركة مع رئيسها، وهو الرهان الذي سيكون محل تنافس سياسي داخل المؤتمر، وسبقه نقاش جاد في المؤتمرات الجهوية والكواليس، سيحسمه المؤتمر بالنهاية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات