38serv
أربعة أفلام عرضت خلال الأسبوع الأول للمسابقة ضمن مشاركة السينما الفرنسية هذه السنة في المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة لمهرجان “كان” السينمائي، لكن يبدو أن هذه العناوين المختلفة بين الكوميديا والجنس والرعب والقصة الاجتماعية العاطفية لم تصنع الحدث، ولم تسجل بصمتها، ولم تدعم حظوظ فرنسا هذه السنة في الفوز بـ “السعفة الذهبية” لأحسن فيلم طويل.جاءت الأفلام المشاركة هذه السنة بعيدة عن الإثارة والمفاجأة، فلم تحضر حكايات الإرهاب و “داعش”، ولم نر مشاهد وقصص اللاجئين، بل برز نوع جديد في قائمة الأفلام الطويلة المتنافسة على السعفة الذهبية هو أفلام الرعب، فقد كانت المفاجأة الفرنسية في آخر عرض للأفلام الفرنسية الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية، مع فيلم “برسونال شوبر” للمخرج الكبير أولفيه أسياس. وغاصت التجربة السينمائية الفرنسية في عالم الأشباح، بأداء الممثلة كرستين ستيوراد.
وكانت المفاجأة العربية مع هذا الفيلم، حيث اكتشفنا أن مشاهد النهاية صُوّرت في دولة عمان، ولم يبرر الفيلم سبب اختيار هذه الرحلة والدخول إلى البيوت العربية العتيقة، لكنه توقّف عند حديث البطلة إلى جدران البيت، بعد أن سكنت روح شقيقها الراحل لويس أرجاء المكان والذاكرة.يضعنا الفيلم في عالم “أس أم أس” حيث جرى معظم الحوار على شاشة الهاتف النقال، في طريقة جديدة مبتكرة قدمها المخرج لعكس عزلة الإنسان عن عالمه الخارجي، وكيف تحولت الإنسانية إلى سجينة في قفص التكنولوجيا الحديثة.لكن السؤال الذي يثير الحيرة، تماما كشخصية الشبح لويس الذي كان يظهر ويختفي بين الحين والآخر، لماذا وقع الاختيار على هذا الفيلم وبقية الأفلام؟ قد يعتقد البعض أن ذلك يفسر الأزمة المالية التي تعاني منها السينما الفرنسية وحتى العالمية، والتي دفعت إلى تراجع نسبة الإنتاج في عدة دول، لكن أرقام المركز السينمائي الفرنسي تشير إلى عكس ذلك، فهذه السنة ولأول مرة منذ عام 1952 يقفز حجم الإنتاج السينمائي الفرنسي إلى أعلى مستوى له، من خلال المشاركة في إنتاج 234 فيلم في الشهر، هذا الرقم الكبير ارتفع بنسبة 31 فيلما عن 2014 رغم الأزمة الاقتصادية، حيث يساهم المركز الفرنسي للسينما في تمويل 55 فيلما مشاركا في مهرجان “كان” هذه السنة.غير أن الأفلام المشاركة لم تصنع الحدث ولم تشد إليها المشاهِد بقوة، بل طرحت الكثير من الأسئلة ورسمت حالة من الدهشة، هذا ما يمكن اختزاله في وصف المشاركة الفرنسية، وإن كان الحكم يعم باقي الأفلام، فما تم عرضه إلى غاية الآن ضمن المسابقة الرسمية جاء متواضعا، خصوصا من ناحية المواضيع والسيناريو، وحتى طريقة الإخراج، وإن ارتبطت الأعمال بأسماء مخرجين كبار ونجوم كبار، على غرار الفيلم الفرنسي “مالوت” للمخرج برونو ديمونت، وشاركت فيه الممثلة فابريس لوكيني التي تعتبر إحدى أهم نجوم السينما الفرنسية.كما عرف الفيلم مشاركة الممثلة الكبيرة جولييت بينوش والممثلة فاليريا بروني تادشي، من خلال قصة تعود على إلى عام 1910 لشاب يدعى “مالوت” يعيش في أسرة فقيرة بشمال فرنسا، حيث تبدأ الحكاية بشكل روتيني حاول جذب أنظار المشاهدين معتمدا على الكوميديا وطرافة الشخصيات. هذا اللون من الكوميديا الذي أزعج سكان شمال فرنسا واعتُبر نوعا من السخرية منهم، رهن المشاركة الفرنسية ضمن مهرجان “كان” ولم يرفع من حظوظه، رغم الألوان الزاهية التي تباهت بها طبيعة المشاهد التي قدمها الفيلم وشملت الجبال ومياه البحر.بصيص الأمل كان الفيلم الفرنسي “مال دو بيار” للمخرجة نيكول جراسيا، والنجمة ماريون كوتيار، رفقة كل من ألكس براندنمول ولويس جاريل وماريون كوتيار وفيكتوار دو بوا والواس سوفاج وبريجيت روان، الذي اختار الغوص في عالم المرأة والإكراه في الزواج، والحب المفقود، وغريزة الانتماء، في حكاية مختلفة بملامح تستحق دخول المسابقة الرسمية للمهرجان، على عكس الفيلم الفرنسي “راست فيرتكال” للمخرج آلان غوردي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات