38serv

+ -

اعتبرت الطبعات المتواترة لقانون الإعلام الجزائري منذ الاستقلال أن الصحفي “مناضل” في عمله وفي صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، وهو الذي جُنِّد إلى جانب باقي الفعاليات من أجل خدمة المجتمع وتحقيق التنمية.نرى نحن أن “الخبر” لم تحد عن هذا المسار، فكل همها هو الكيفية التي تستطيع أن توصل بها صوت المواطن، والانشغال الذي ظل يتردد في فضاء المكان لسنوات دون أن يجد طريقه إلى التجسيد. “الخبر” مكنت المواطنين من توصيل الغاز، شق الطرقات، والحصول على عمل وسكنات، وفي علاج الكثير من المرضى داخل وخارج الوطن، وهي لا تعتبر ذلك منة منها، لا سمح الله، بل خدمة مجتمعية “مجانية” تستميت في تحقيق استدامتها وإتقانها يوما بعد آخر.إذا، ألا يمكن أن تُعدَّ الصحيفةُ ومن ورائها العاملون بها “مناضلين” في صفوف حزب الشعب الجزائري الذي أصبحت جبهة التحرير جزءا صغيرا منه؟ تزاحم باقي الأطياف السياسية لاحتكار المشهد السياسي، والمناصب في المجالس المنتخبة محليا ومركزيا.. ألا يمكن النظر إلى الصحفي عموما بأنه المناضل الحقيقي؟ حتى لو ظهر على نفس الشاكلة التي ظهر بها المناضلون القدامى، صحفي “أعزل” في معترك حياة تتعدد فيه الأدوات وأساليب التعذيب والتنكيل، وهو المناضل الذي تسعى أطراف كثيرة إلى إسكات صوته، من دون شك هو “مناضل” جُبل على خدمة قضية إنسانية، قضية مجتمع بأكمله، هو الذي وسع دائما دائرة أفقه بالتطلع إلى مآسي الغير وتجاوز الذات.كيف والحال هذه أن نساوي بين المناضل الذي سار وعايش كل تلك الأحداث بما تحتويه من فترات حالكة السواد، وبين “الجندي” الذي خرج للتو من شرنقة نُسجت على عجل في إبط “سعداني”؟ كيف يمكن أن نساوي في التقدير والتثمين بين المناضل والجندي (الرتبة التي قلّدها سعداني لقرين)، وبينهما اختلافات لا تتقاطع أبدا في، فشتان بين النضال بحد القلم، والاستماتة من أجل حرية التعبير، والذود عن الوطن، وعن الأخلاق والقيم، وبين من تحصل على مرتبة “جندي”، وجد نفسه، بقدرة عبد القادر، أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني، وهذا الحزب بريء منه براءة الذئب من دم يوسف. فشتان بين النضال ورتبة الجندي في تاريخ الجزائر الحاضر، شتان بين القلم و “الشيتة” في بلد أصبح الشاذ فيه هو القاعدة، وشتان بين الدم وبعثرة أوراق اليانصيب في سماء بلد الشهداء، هؤلاء الذين يتذكرونهم في المناسبات التي تُحوَّل عادة إلى ولائم يُتقاسم فيها كل شيء حتى الذمم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: