"تشاينا تاون" خلف شارع الشهداء في الجزائر العاصمة

38serv

+ -

 تحول شارع العالم عبد الرزاق بالمدنية في الجزائر العاصمة، خلف سفارة الصين الشعبية، والمؤدي إلى متوسطة ابن حزم، إلى شبه حي قصديري، بعد أن توافد إليه عشرات العمال “الشناوة” ونصبوا خيما من البلاستيك، بعد رفض إدارة الشركة التي يعملون بها تسديد أجور 6 أشهر من العمل في ورشة بالطريق السيار في عنابة، محوّلين الشارع بذلك إلى “تشاينا تاون”.

كانت الساعة تشير إلى 14 بعد الزوال عندما وصلنا إلى المكان، كان عشرات العمال الصينيين داخل تلك الخيم، بعضهم كان يغط في النوم، بينما اجتمع عدد منهم أمام إحدى الخيم يتجاذبون أطراف الحديث، رحنا نبحث عن أحد يتكلم اللغة الفرنسية أو العربية أو حتى قليلا من الإنجليزية، ليشير أحدهم إلى زميله الذي كان جالسا مع آخرين، وجاءنا مسرعا يستفسر عن هويتنا، وعندما أخبرناه أننا صحفيون، حاول بقليل من اللغة الإنجليزية الممزوجة باللغة الصينية أن يشرح لنا سبب تواجدهم بالمكان، وهو يعتذر لنا بأنه لا يتقن إلا القليل من الإنجليزية، فعرفنا منه أنهم محتجون على عدم تقاضيهم أجور 6 أشهر من العمل، وعددهم 58 عاملا. “انظر إلى الحالة التي أصبحنا عليها”، يشير بانغ إلى الخيم البلاستيكية التي لجئوا إليها، بعد أن رفضت إدارة الشركة التي يعملون بها صب مستحقات 6 أشهر من العمل، يقول “إننا لا نأكل جيدا ولا ننام جيدا”، وهنا يشاركنا زميله يوان فانغ (32 عاما) الذي قال إنهم ينتظرون حلا لمشكلتهم، ويطالبون مسؤولي سفارتهم بإيجاد حل لهم يمكنهم من تقاضي أجورهم وشراء تذكرة السفر للعودة إلى بلدهم”.أما سامي، وهو أحد سكان شارع العالم عبد الرزاق، فأخبرنا بأن هؤلاء العمال “الشناوة” الذين قال إنهم يقتاتون من البصل والفلفل المخلل والخبز وبعض الأطعمة الغريبة، حوّلوا الحي إلى شبه حي قصديري، وساحة للمناوشات والعراك الذي وصل في إحدى الليالي إلى حد إشهار الأسلحة البيضاء، وهو ما تسبب في إصابة 5 عمال صينيين بجروح، إضافة إلى الإحراج الذي يسببونه بتصرفاتهم عندما يخرح سامي مع أفراد عائلته.كما أشار سامي إلى أن نحو 20 عاملا غادروا مؤخرا المكان، بعد أن كان عددهم يناهز 140 عامل، مرجحا حصولهم على مبالغ مالية للعودة إلى بلدهم، وأضاف أن الجيران قدموا شكوى لدى الجهات المعنية مرفقة بقائمة تحمل توقيعاتهم، للمطالبة بإيجاد حلول لهؤلاء “الشناوة” الذين يقضون ليالي من المعاناة خاصة أثناء سقوط الأمطار.ونحن نهم بالمغادرة، قال أحد المسؤولين بالسفارة الصينية، رفض ذكر اسمه، إنهم بصدد معالجة وضعية هؤلاء العمال عبر مراحل.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات