38serv
قبل بضعة أشهر، لم يكن أحد يعتقد أنه يتمتع بأي فرصة، لكن بفضل تصريحاته الصاخبة تمكن دونالد ترامب من تغيير مسار الحملة للانتخابات الرئاسية الأميركية، وفرض نفسه كمرشح جمهوري لا يمكن تجاوزه، على الرغم من استياء الحزب. الملياردير الذي بنى ثروته في قطاع العقارات لم يهتم جديا يوما بالانتخابات. فقبل أن يبدأ حملته الانتخابية هذه كان معروفا بصاحب الأبراج والكازينوهات، فاسمه كان يحتل عناوين الجرائد الصفراء، نظرا لطلاقته التي اعتبرها الكثير “وقاحة”، فهو يتجرأ على قول كل شيء، يضرب الأماكن الموجعة دون أي تردد. تحدث عن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه “سيقطع رأس تنظيم الدولة الإسلامية ويأخذ نفطها”.يعتبر نفسه منقذ أمريكا التي تُحتضر وأصبحت موضع سخرية للعالم، وسيكون هو بطلها الوحيد الذي سيخرجها من الأزمات ويجعل منها أسطورة العالم. اتُهم في الكثير من الأحيان بالجنون والانتهازية، كما نسبت إليه عدة صفات مثل “انتهازي السياسة”، “الجاهل الاستثنائي”، “الدجال”، “الأناني” و “الفارغ”. لكن دونالد ترامب لا يأبه أبدا لمثل هذه الانتقادات، كونه يرى نفسه مثاليا وبطلا منقذا. ينطلق من ثقة هوجاء بالنفس، متعصب، ومسكون بالحديث لوسائل الإعلام حد الهوس. يقتبس شعاره من خطاب سابق للرئيس رونالد ريغان “فلنجعل أمريكا دولة عظمى مجددا”. وريغان هو ملهم اليمين الأمريكي المتطرف.ميلاده وأسرتهولد جون دونالد جيه ترامب في 14 جوان 1946 في نيويورك. وكان رابع 5 أبناء لفريد كريست ترامب، قطب عقارات نيويوركي. درس دونالد ترامب في مدرسة “كيو فورست” في فورست هيلز في منطقة كوينز، ولكن عرف بعض المتاعب هناك، وذلك عندما كان في الثالثة عشرة، فأرسله والداه إلى نيويورك بالأكاديمية العسكرية على أمل تركيز طاقته وتأكيد الذات بطريقة إيجابية. وبعد تخرجه من كلية وارتون في جامعة بنفلسيا عام 1968، انضم الى شركة والده ليصبح الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة ترامب العقارية، ومقرها في الولايات المتحدة. وهو أيضاً مؤسس منتجعات ترامب الترفيهية التي تدير العديد من الكازينوهات والفنادق في جميع أنحاء العالم.ونمط حياته المتميز بالإسراف والصراحة في الحديث جعله من المشاهير على مدى سنوات، وما زاد من نجاحه البرنامج الواقعي على “إن بي سي”، حيث كان يقوم بدور المضيف والمنتج التنفيذي.في وقت لاحق انتقل إلى التوسع في صناعة الطيران، واشترى شركة “إيسترن شتل” و “أتلانتيك سيتي كازينو”، بما في ذلك “تاج محل كازينو” من عائلة كروسبي، لكن مشروع الكازينو أفلس. هذا التوسع سواء الشخصي والتجاري أدى إلى تصاعد الديون والمشاكل المالية.في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، شهد تصاعداً في وضعه المالي والشهرة. ففي العام 2001، أتم برج ترامب الدولي الذي احتوى على 72 طابقاً، ويقع هذا البرج السكني على الجانب الآخر من مقر الأمم المتحدة. كذلك بدأ البناء في مكان ترامب مبنى متعدد التنمية.يمتلك حالياً عدة ملايين أمتار مربعة في مانهاتن، ولا يزال شخصية رئيسية في مجال العقارات في الولايات المتحدة، وهو من المشاهير البارزين الذين تتعرض لهم وسائل الإعلام.حياته الخاصة “ميلانيا ناس” عارضة الأزياء السابقة والزوجة الحالية لدونالد ترامب، هي أهم ما يملكه حسب تصريحاته، فالعارضة البالغة من العمر 46 سنة تعد الأقرب إليه، فضلا عن ما يملكه ترامب في ماضيه من علاقات بجميلات كنّ جزءا من دورة حياته اليومية.أول من تزوجها ترامب كانت بطلة تزلج وعارضة أزياء، ولدت في 1949 ببلدة “مورافا” التاريخية في جمهورية التشيك، وهي “إيفانا زيليكنوفا” التي هاجرت إلى مونتريال بكندا، ثم إلى نيويورك، وأثمر زواجهما سنة 1977 عن 3 أبناء: دونالد جون جونيور، وإيفانكا ماري وإريك فريدريك، ومن أول اثنين له 8 أحفاد، لتنتهي حياة القفص الذهبي مع النجم التلفزيوني سنة 1992 بطلاق الزوجة الثانية، وهي الممثلة والنجمة التلفزيونية “مارلا آن مابلز” الموصوفة حين تعرف إليها في عمر 29 سنة، بأنها كانت عبارة عن جسد ممتلئ وعيون زرقاء وشعر مع أنها لا تبدو بهذا القدر من الجمال في صورها القديمة. مع ذلك سطت عليه وانتشلته من زوجته الأولى وأولاده، وتعاهدا على البقاء معا إلى آخر أيامهما، لكن الرياح هبت على غير ما تشتهيه سفينتهما، فبعد 6 أعوام انتهت حياتهما بطلاق شهير عام 1999 بعد ولادة ابنتهما الوحيدة تيفاني آريانا.وبعدها في 2005، اقترن ثالثة يكبرها بأكثر من 24 سنة، ملينيا كنوس، وهي مصممة ساعات ومجوهرات وعارضة أزياء سابقة، هاجرت من سلوفينيا إلى كندا، ومنها إلى الولايات المتحدة التي حصلت في 2006 على جنسيتها. وفي المعلومات الأرشيفية عن زواجه منها، أن حفله الذي ارتدت فيه فستان زفاف شهيرا ثمنه 200 ألف دولار، كان في منتجع يملكه ترامب في “بالم بيتش” بولاية فلوريدا، وحضره 450 ضيف، بينهم هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وإذا ما وصل ترامب إلى البيت الأبيض فستكون زوجته ثاني “سيدة أولى” مولودة خارج الولايات المتحدة، بعد الإنجليزية المولد لويزا آدامز التي تزوجها جون كوينسي آدامز في 1825 وأصبح رئيسا لأميركا في العام نفسه.عدو السيجارة والخمر والمصافحةترامب، المالك لثروة قدرتها مجلة “فوربس” الأميركية بأكثر من 4.5 مليار دولار العام الماضي، معروف بأنه كاره شهير للسيجارة، فهو لم يدخن ولا واحدة، ولا احتسى قطرة خمر أو تعاطى مخدرات، لأن في حياته مأساة لا ينساها أبدا وفق ما يكتبون، وهي وفاة شقيقه فريدريك جونيور الذي قضى في 1981 وعمره 42 سنة، نتيجة إدمانه على الكحول، وسببت وفاته وسواسا ومشكلات صحية لترامب الشهير أيضا بكرهه للمصافحة، لذلك اخترع حيلة: ما أن يرى راغبا بمصافحته إلا وأسرع إليه ليصبح قريبا من جسمه، بحيث يصعب عليه مد يده ليصافحه.ملك العقارات الذي يكره المسلمين ويعشق أموالهمخلال مقابلة مع قناة “سي إن إن”، قال مرشح الحزب الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية، الملياردير دونالد ترامب المعروف بمواقفه العنصرية، إنّ “الإسلام يكرهنا”.ليست المرة الأولى التي يزجّ فيها ترامب بالمسلمين في إطار دعايته الانتخابيّة لحصد عدد أكبر من الأصوات، عبر استثارة العنصريّة والإسلاموفوبيا، ولكنّ هذا التصريح يُعد الأول من نوعه للمرشح، إذ قال “الإسلام يكرهنا”، وليس المسلمون. تحدث ترامب عن ديانة بأكملها وزجّ بتعبير “الكره” ليُلصقه كتهمة بالدين ومَن يتبعونه في العالم أجمع.وأضاف في ذات المقابلة “أعتقد أن الإسلام يكرهنا. هناك شيء ما هناك يجب أن نصل إلى قعره. هناك كراهية لا يمكن تصديقها لنا، هناك كراهية كبيرة ولا يُمكننا السماح لأشخاص أن يدخلوا وفي داخلهم كُلّ تلك الكراهية للولايات المتحدة الأميركية”.واتهمت إحدى الصحف الأمريكية ترامب بـ “اللعب على الحبلين” في تعامله مع المسلمين، وكتبت “ترامب يحب فقط أثرياء المسلمين”، وكشفت عن شراكة عملاقة بين مؤسسة ترامب وشركة “داماك” التي يملكها الإماراتي حسين السجواني. فيما يلفت الموقع إلى أن ترامب يصف حسين السجواني المدير العام لشركة “داماك” القابضة بأنه “صديق جيد” وأنه “رجل عظيم”، وذلك في أعقاب المشروعات العملاقة المشتركة بينهما، ومنها مشروع “يوغ” الذي يقع على مساحة 42 مليون قدم مربع، ويضم 104 فيلا تتراوح سعر الوحدة السكنية منها بين مليون و10 ملايين دولار، إضافة إلى مشروع “ترامب وورلد غولف” الذي وصفه بأنه سوف يكون أكبر وأفضل وأقوى من أي مشروع مشابه للغولف في منطقة الشرق الأوسط.وتشير العديد من المواقع الأمريكية إلى أن مصالح ترامب تتوزع على مناطق عربية إسلامية مختلفة، على غرار الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان وتركيا، بالإضافة إلى اثنين من المشاريع الجديدة في إندونيسيا، وبذلك يكون دونالد ترامب انتهازيا حقيقيا يكره المسلمين ويعشق أموالهم.من كواليس السياسة إلى صدارة المشهدكان الملياردير الأمريكي قد أفصح عن رغبته في الترشح لرئاسة الولايات المتحدة في الأعوام 1988 و2004 و2012، وفي الترشح لمنصب عمدة نيويورك في عامي 2006 و2014، إلا أنه لم يترشح لأي منها، وقد فاز في عام 2000 عن ولاية كاليفورنيا في سباق الترشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الإصلاحي الذي يدعو إلى إيجاد بديل عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا أنه انسحب من السباق بسبب الصراع الداخلي في الحزب. وفي 16 جوان 2015، أعلن دونالد من مقر مؤسسته في برج ترامب بنيويورك ترشحه لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عن الحزب الجمهوري تحت شعار “سنُعيد الولايات المتحدة الأمريكية عظيمة مرة أخرى”، ملتزمًا بأن يكون “أعظم رئيس لفرص العمل خلقه الله على الإطلاق”. لم يمضِ شهر على هذا الإعلان حتى أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفتا “واشنطن بوست” و “إي بي سي نيوز” تصدر ترامب لقائمة المرشحين الجمهوريين بنسبة 24% من الأصوات.وتتسم الحملة الانتخابية لترامب بالتصريحات المثيرة للجدل، فقد قال إنه ينوي طرد 11 مليون مهاجر غير رسمي، وتشييد جدار على طول الحدود بين بلاده والمكسيك، ومنع المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار جدلا واسعا وسط المواطنين الأمريكيين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات