38serv
سقط عشرات الجرحى في صفوف الجماهير الصحراوية التي هبت لأداء صلاة الغائب على روح الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز، أمس، بالمسجد الكبير في السمارة المحتلة، الذي أصبح يحمل تسمية الراحل، بعد القمع المغربي العنيف لها، الذي تفنن في ممارسة أبشع أساليب العنف ضد المواطنين الصحراويين العزل. رغم الحصار الذي فرضته القوات المغربية التي أقدمت، أمس الأول، على غلق جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى منزل عائلة الشهيد محمد عبد العزيز، بسبب توافد الآلاف من الصحراويين لتقديم واجب العزاء لعائلة الفقيد، هب الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة إلى أداء صلاة الغائب تزامنا مع توقيت مواراة جثمان الشهيد الرمز الثرى في منطقة بئر لحلو بالأراضي الصحراوية المحررة.وشيعت جنازة الرئيس الراحل في موكب جنائزي مهيب، حضره أعضاء الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والحكومة والمجلس الوطني والمجلس الاستشاري، إلى جانب وفود أجنبية صديقة، وبمشاركة أكثر خمسة آلاف مقاتل وقائد عسكري، حيث نقل الجثمان مسجى بالعلم الصحراوي على متن عربة عسكرية تحت إشراف فيالق من جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وكل القيادات العسكرية للجمهورية الصحراوية. وألقى خلال مراسيم تشييع الجنازة عضو الأمانة الوطنية محمد لمين أحمد كلمة تأبينية، أكد فيها ”إن الشهيد كان ذلك القائد البطل الذي سخّر حياته للدفاع عن عدالة قضية شعبه”، وأنه ”ترك وراءه شعبا صبورا قادرا على مواصلة الكفاح حتى تحقيق الاستقلال الوطني”. من جهة أخرى، فرضت قوات الأمن المغربية، حسب مصادر ”الخبر” من الأراضي المحتلة، حصارا أمنيا مشددا على المنزل وطوّقت جميع الطرق والمنافذ المؤدية إليه، في محاولة لمنع الشعب الصحراوي من الوصول إلى هناك، وقامت بالاعتداء على خيمة العزاء، أول أمس، ما دفع بعائلة الراحل إلى المطالبة، في بيان لها، بفك الطوق الأمني المضروب على المنزل، تضامنا مع كل المدافعين عن المبادئ السامية لحقوق الإنسان، التي دافع عنها محمد عن العزيز طوال حياته. وأوضح الناشط الحقوقي من العيون المحتلة محمد ميارة في تصريح لـ ”الخبر”، أنه بعد صلاة الجمعة، خرج المئات من الصحراويين في مسيرة حاشدة بمدينتي السمارة والعيون المحتلتين: ”وفي العيون، حمل الصحراويون العديد من الشعارات، ورددوا عبارة ”يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح”، ويقصدون بذلك فقيد الأمة الصحراوية محمد عبد العزيز الذي كرّس حياته للنضال والمقاومة وتقرير المصير، وتعهدوا بالاستمرار في النهج نفسه الذي مضى عليه الرئيس”.وأشار محمد ميارة إلى تسجيل العديد من الإصابات خلال المسيرة، بعد التدخل العنيف للقوات المغربية، مردفا ”التدخل بهذا العنف تعوّدنا عليه، خاصة وأن العيون المحتلة تحوّلت إلى ثكنة عسكرية، والأمر ليس جديدا، فقد تعوّدنا على تدخل قوات البوليس والقوات المساعدة المغربية شبه العسكرية، بطريقة همجية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات