38serv
تفتقد العائلات القسنطينية في رمضان لبعض العادات والصفات الراقية التي كانت تميزها في كل سنة، وتتسابق على التقيد بها منذ الحقبة الاستعمارية وإلى غاية سنوات السبعينات، حيث بدأت تتضاءل. ومن بين ما كان يفعله القسنطينيون خاصة في “زناقي عرب” على غرار السويقة، رحبة الصوف، الجزارين، سوق العصر، الشارع، السويقة وغيرها، هو تخصيص جزء من المنزل وعلى مدار 30 يوما لشخص معين، عادة ما يكون من الأقارب على غرار الأرملة، العجوز، اليتيمة، من أجل استضافتها ومنحها مكانة خاصة، يتم من خلالها تكريمها وتقاسم وجبة الإفطار معها، أو من كبار السن من الرجال، تكون بهدف الصدقة وإفطار صائمة والمساعدة على التآزر الاجتماعي ومنع الحاجة وضمان شهر متوازن ومتساو بين الفئات لا يظهر فيه الغني من الفقير.وكانت تظهر هذه العادة في ديار “عرب”. وحسب ما قالته السيدة “جميلة” من سكان المدينة القديمة، في حديثها مع”الخبر”، فإنها ومنذ صغر سنها تعودت على رؤية والدتها تستدعي كبار السن خاصة من خارج قسنطينة، من عائلتها أو عائلة والدها وتتوسل لهن من أجل المكوث معها طيلة شهر رمضان، وهو السلوك الذي توارثوه، حيث يتم تحديد أشخاص من أجل تقديم الضيافة لهم في الشهر الفضيل، مؤكدة أنه ورغم حاجة بعض العائلات إلا أن الأمر لم يمنعهم من ممارسة هذا السلوك ولو بقليل، حيث كان “الضيف” يحظى بطبق من عند الجيران.ويظهر الآن أن عادة “الضيفة” نستها الكثير من العائلات، حيث أصبح كل فرد أو عائلة تصوم لوحدها، لأنهم يعتبرونها ضغطا عليهم وتؤرقهم أحيانا، وبفقدان عادة “الضيفة” ضاعت المعاني السمحة لرمضان في التكافل والإحسان وترسيخ مبدأ الأخوة في شهر الرحمة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات