فضاء فني جديد مهدى للتشكيليين في وهران

فتح الفنان التشكيلي طالب محمود، في الأسبوع الأخير الذي سبق شهر رمضان، رواقا للفنون التشكيلية في الحي الجديد بلقايد شرقي مدينة وهران. وأراد الفنان من خلال هذه المبادرة أن يهب المدينة وفنانيها ومحبي الفنون أيضا، فضاء ثقافيا وفنيا يلتقون فيه يوميا، في التوسعة الجديدة لوهران نحو الشرق التي تفتقر إلى المرافق الثقافية والحياة الفنية. الرواق ملك خاص للفنان التشكيلي طالب محمود، يقع على الشارع الرئيسي المؤدي من حي كاناستيل إلى كريشتل، غير بعيد عن الملحقة البلدية رقم 2 لبير الجير، استثمر فيه من ماله الخاص، ليهديه للفنانين التشكيليين الذين يرغبون في لقاء الجمهور أو عرض أعمالهم للبيع، وكذلك جعله فضاء للنقاش اليومي حول الفن والثقافة، فقد التزم طالب بفتح الرواق للزوار مساء كل يوم إلى غاية العاشرة ليلا في الأيام العادية، ويبقى مفتوحا في هذه السهرات الرمضانية إلى اقتراب الفجر.وجرت مراسيم التدشين الرسمي لرواق طالب محمود، سهرة أول أمس، في أجواء فنية تزينت بعرض أكثر من 100 عمل للفنان بين رسوم ومنحوتات ومجسمات، على جدار عرض تقارب مساحته 300 متر مربع. وتميزت اللوحات المعروضة كلها بلمسته من ناحية أداة العمل، المتمثل في الرسم براتج خاص، و«اللعب به” في ميدان الأشكال التي لا تخرج عن الفن التجريدي. وأدمج طالب أيضا الخط العربي، الذي برع فيه من خلال أعماله القديمة بالرسم بالألوان، الرسم بالراتج، وهو معجون خاص، يصنع منه الفنان أعاجيب ممزوجة ببيانات تشكيلية وألوان يجد فيها المشاهد ما يريد من أحاسيس؛ لأن محمود طالب لا يعطي عناوين لرسوماته، ليترك للمشاهد حرية مشاهدة ما يريد فيها.ويقول محمد طالب إنه بفتح هذا الرواق، يكون قد رد للفن جميله، بعد أن مكّنه من دخول فضاءات مختلفة ومتنوعة في الجزائر والعالم، شرقا وغربا، من خلال أعماله المقتناة أو تلك التي عرضها في معارض جماعية أو فردية.وكانت مدينة وهران قد شهدت في السنوات الماضية تأسيس أروقة خاصة للفنون التشكيلية، منها تلك التي أسسها موسى مدين، زيادة على تلك التي أسستها جمعيات فنية مثل جمعية حضارية العين، سيف ـ آي التي يشرف عليها الفنان توفيق علي شاوش.ويمكن لمبادرة الفنان محمود طالب أن تدوم، نظرا للاحترام الذي يحظى به في أوساط زملائه الفنانين، وكذلك محبي الفنون التشكيلية، ويمكن أيضا أن يساهم في تأسيس سوق دائم للفنون التشكيلية في مدينة وهران.