38serv

+ -

قال تعالى: ”شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان” البقرة:185، فرمضان شهر القرآن يلتقي النّاس على مائدته ويجتمعون على مأدبته ويجلسون في حلقه يهرعون لتلاوته وتدبّر معانيه.

ورد في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قال: ”إنّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن هو حبل الله والنّور المبين والشّفاء النّافع عصمة لمَن تمسّك به ونجاة لمَن اتبعه...” رواه الحاكم.وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون بينهم إلاّ نزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمَن عنده” رواه مسلم.فالإنسان بالقرآن ومع القرآن يرتقي روحيًا وأخلاقيًا ونفسيًا، وللقرآن دور كبير في إصلاح حياتنا وفي إصلاح أحوالنا وأخلاقنا وفي ارتقاء أرواحنا إلى درجة الجمال والكمال، قال الله تعالى: ”إِنَّ هَذَا الْقُرْآن يَهدي للّتي هيَ أقْوَم وَيُبَشِّر الْمُؤْمِنين الَّذِين يَعْمَلُون الصَّالِحَاتِ أَنّ لَهُم أجْرًا كَبِيرًا” الإسراء:09.قال الحسن البصري: سمعتُ القرآن من ابن مسعود فلمّا ترقى بي الحال ”حال الإيمان” صرتُ كأنّي أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا ترقّى بي الحال صرتُ كأني أسمع جبريل يقرؤه على رسول الله، فلمّا ترقّى بي الحال صرتُ كأنّي أقرؤه من اللّوح المحفوظ فهؤلاء بصدقهم ذاقوا حلاوة القرآن.فما أحوجنا اليوم إلى أن نعود إلى القرآن ونحن على مشارف هذا الشّهر الكريم، حتّى نغيّر على ضوئه الأخلاق المنكوسة والقيم المعكوسة ونغيّر ما رسب بالضّمائر وما تعلّق بالعقول من اختلالات فكرية وعقائدية وما اكتسبته النّفوس من طبائع.عن عطاء بن السّائب، أنّ أبا عبد الرّحمن السّلمي قال: ”أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنّهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهنّ إلى العشر الأواخر حتّى يعملوا ممّا فيهنّ، فكنّا نتعلّم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز تراقيهم”. وعن إبراهيم قال: ”كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلّ ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كلّ ست ليال.وهاهي مساجدنا والحمد لله على هذه الأرض الطيّبة الّتي ارتوت بدماء الشّهداء والصّالحين تشعّ بالقرآن في هذا الشّهر الفضيل، تلاوة في المحاريب ومدارسة في حلقات الحزب الرّاتب عملاً ورثناه عن أسلافنا وعلمائنا ومشايخنا. فتأمّلوا في نهج أسلافكم ولا تكونوا من الغافلين.عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”اقرأوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” رواه مسلم.إمام مسجد الإمام الشافعي بعين تموشنت*

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات