38serv
المتجول وسط مدينة تبسة بشارع الشهيد مصطفى بن بولعيد أو “زنقة المزابية” كما يحلو لأهل البلدة تسميتها، سيقف حتما أمام محلات بيع الحلويات الشرقية في الشهر الفضيل، ليتذوق ما يبدعه طواهرية محمد والتونسي بن جمعة.عمي طواهرية محمد، ابن مدينة تبسة، بائع الزلابية بزنقة المزابية، قال إنه قضى أكثر من 40 سنة في هذه المهنة يسترزق منها، وتمكّن من اقتناء سيارة والحج والعمرة والحمد لله رب العالمين، وهو الآن في فترة التقاعد. ويعتبر عمي محمد أن العمل بأمانة وأخلاق يجلب الرزق، وسر تهافت الزبائن راجع للنظافة والثقة المتبادلة، “فنحن لا نكرر قلي الزيت ولا نستعمل زيوت التهريب بشهادة الزبائن، فهذه الحرفة متعلقة بصحة البشر والصحة لا تباع ولا تشترى”. وأثناء تواجدنا بهذا المحل، كان صانع مساعد لعمي محمد طواهرية لحظتها يحضر زلابية الفرينة زعفرانية اللون، التي قال عنها إنها بدأت تخطف الأضواء في السنوات الأخيرة لدى الزبائن ومطلوبة لدى فئة واسعة. غير بعيد عن محل عمي محمد، نجد محل عمي عبد القادر بن جمعة من تطاوين بالجنوب التونسي، حط مصدر رزقه في المحل بعد شراكة مع عائلة حفظ الله بتبسة. يقول “جدي أشترى المحل في سنة 1947 وعمل مع أهل تبسة الطيبين وتعلّم على يديه عشرات الشباب الذين يمارسون الحرفة اليوم في محلات مستقلة”.تحدّثت “الخبر” مع أحد كبار زبائن محلات الزلابية بزنقة المزابية والذي قال إنه يعشق حتى النخاع لذة زلابية هذه المحلات التي يحميها السور البيزنطي، وتتعدد أنواع التسميات للحلويات الشرقية، منها الصامصا وعين الزرقاء والمحارق والزلابية والبنان وغيرها، والتي تعرض في أضواء متنوعة وإخراج جمالي تقليدي وطبيعي يثير شهية الصائمين.وتبقى لذة صناعة الحلويات الشرقية تصنع التاريخ بين تونس والجزائر في زنقة المزابية بمدينة تيفاست القديمة، وحتى خارج عاصمة الولاية بمدينة الشريعة التي كانت تعد أكثر من 3 محلات لتونسيين يسترزقون من هذه الحرفة وورّثوها لعشرات الشباب الجزائري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات