38serv
يعد الفنان الراحل حميد لوراري من صناع المسرح والسينما في الجزائر سنوات السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات. عرف لدى جمهوره ومحبيه باسم قاسي تيزي وزو، وهو من مواليد سنة 1931 بقرية إغيل أوفلى ببني ورتيلان ولاية سطيف، ومن أشهر ما قاله: “أحب تيزي وزو وسكانها كثيرا، ومن كثرة حبي لهذه المنطقة فقد قدّمت لها روحي، ما كان وراء تسميتي في عالم الفن بقاسي تيزي وزو”.ويعتبر الفنان قاسي تيزي وزو أحد كبار الوجوه الفكاهية المعروفة على الساحة الفنية الجزائرية منذ أكثر من ستين سنة، ورحل بعد 85 سنة من العطاء الفني الزاخر، حيث ترك نحو 6 آلاف حصة فكاهية سجّلها على مدار 30 سنة عبر الإذاعة الوطنية، بعدما التحق العام 1946 بفرقة “رضا باي” التي كان يديرها الفنان محبوب اسطمبولي، ومع أوائل عام 1963 بدأ تنشيط حصص بالقناة الثانية رفقة عميد المسرح محمد حلمي، كما شارك في حصة موجّهة للأطفال بالقناة الإذاعية الأولى.مثّل الفنان في عديد الأدوار الأساسية مع مجموعة من الفكاهيين الجزائريين الذين صنعوا مجد السينما الجزائرية في زمن الأبيض والأسود، أمثال الراحل بوبڤرة، صالح سعداوي، قريقش، الفنانة وردية، أشروف ايدير، بوعرابة والراحلة نادية كرباش، زهرة حليت، زاهد فؤاد، طير الهادي، وغيرهم، وكانت من روائعه “اللي يحب وحدو ايشيطلو” مع العبقري قريقش و”سيدي الكوميسير”، “أي طريقة؟”، “هذه حياتي”، “واش صار”، “شامبيط”، كما مثل مع بوبڤرة على خشبة مسرح ابن خلدون في الثمانينات، ومع الفنانة وردية في مسرحية رائعة باللهجة القبائلية، وسكاتش “زواج راتي”، وغيرها من الأعمال التي تركت صداها في نفوس الجزائريين خاصة الذين عاشوا حقبة ازدهار المسرح والسينما.عرف قاسي تيزي وزو بأدواره الهادفة وفنه الراقي الملتزم، حيث عالج واقع الجزائريين بطريقة هزلية دون المساس بشعورهم، استطاع ولوج قلوب الجماهير من مختلف الأعمار، ما منح له صفة الاختلاف والتميز عن بعض أعمال الجيل الحالي التي تعج بالتهريج والفوضى، ومع ذلك عانى الفنان من تهميش محسوس خلال السنوات الأخيرة، ما أدخله في حالة من الحزن والكآبة الدائمة.قال محمد طالب وأستاذ جامعي إن قاسي تيزي وزو يمثل أحد ركائز السينما في الجزائر مثله مثل الراحل حسن الحسني (بوبڤرة)، وردية وغيرهم ممن قدموا للفن دون مقابل، فقط لإسعاد الجمهور وإدخال الفرحة في نفوس محبي الفن التواقين لأعمال تمس الواقع المعاش وتنفض الغبار عن معاناة المواطنين اليومية في قوالب هزلية تعيد البهجة لقاعات السينما والمسارح التي بقيت كراسيها شاغرة منذ رحيل الجيل الذهبي للعمل الفني في الجزائر “قاسي تيزي وزو شخصية فريدة، طموح قوي وإرادة حديدية، قدم حياته في سبيل الفن، لكنه لم يحظ بأي مقابل. للأسف، لم تلتفت ولو جهة لهذه الشخصية الفريدة من نوعها حتى بإعادة بث أعماله وهو أضعف الإيمان، فقد مات معزولا عن الفن، رغم قدرته على العطاء.. الجزائر لم تعرف كيف تكرم العظماء؟”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات