38serv
أصيب الشارع الرياضي السطايفي، بصدمة كبيرة، بعد صدور قرار لجنة الانضباط التابعة لـ “الكاف”، إقصاء الوفاق من دور المجموعات لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا، على إثر الأحداث المؤسفة بسطيف، سهرة السبت الفارط، برسم الجولة الأولى من دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا. بعد الفضيحة التي هزّت كل الجزائر بسبب التجاوزات التي شهدها ملعب 8 ماي 1945 بسطيف، حين تم اجتياح أرضية الميدان من طرف عديد المناصرين احتجاجا على تقدّم سان داونز من جنوب إفريقيا على الفريق السطايفي، ما دفع الحكم المالي مامادو كايتا إلى توقيف المباراة قبل نهايتها بأربعين ثانية، فقد استفاق الجمهور السطايفي على صدمة كبيرة، ووقف الجميع على تبعات التصرّفات الطائشة لبعض المحسوبين على جماهير البطل القاري، كون التجاوزات التي حدثت في مباراة تشرف عليها الهيئة الكروية القارية، تقود فعلا إلى تطبيق ما تنصص عليه القوانين، ونعني بذلك الإقصاء من المنافسة دون مراعاة أي حسابات أو حساسيات غير رياضية من أجل التخفيف من وقع العقوبة.خروج وفاق سطيف بهذا الشكل من رابطة الأبطال، وهو الذي نال لقبها قبل سنتين وشارك بفضل ذلك في المونديال، إهانة للكرة الجزائرية التي أصبحت تتويجاتها لا تقوى على التفوّق على الفضائح التي يصنعها الجمهور والنوادي والمسيرون على حدّ سواء، وهو أيضا مؤشّر واضح على أن بطولة الاحتراف في الجزائر، بطريقة تنظيمها وبحكّامها وبقوانينها وعقوباتها، وباللّجان التي تسهر على السير الحسن للمنافسة، هي بطولة فاشلة بكل المقاييس، وهي لا تعكس في الحقيقة الاحتراف بكل معانيه، ونقصد به الاحتراف الذي يضمن فرض سلطة القانون حتى في البطولة المحلية حتى يتم ردع المشاغبين وإرساء قواعد الروح الرياضية واحترام المنافسين وتقّبّل الخسارة، بعيدا عن الممارسات غير الحضارية وغير الرياضية التي ينبذها كل العالم، وينبذ أيضا من يمارسها كهواية من النوادي والمناصرين.ولم يكن قرار الإقصاء الصادر عن الهيئة الكروية القارية يحتاج إلى الكثير من الوقت أو الحرص على التكتّم عليه، حتى لا يسود اعتقاد بأن تطبيق القانون يُحرج الهيئة المعنية، فقد أعلنت “الكاف” بعد قرار لجنة الانضباط التابعة لها، بأن ما حدث في سطيف يجعل الوفاق يقع تحت طائلة المادة الـ12 في فقرتها الثالثة من القوانين المسيّرة لرابطة الأبطال الإفريقية، وهي مادة صريحة تشير إلى أنه في حال “توقيف المباراة قبل نهايتها بسبب اجتياح الأنصار لأرضية الميدان، أو في حال الاعتداء على الرسميين، فإن الفريق المضيف يعتبر خاسرا ويُقصى نهائيا من المنافسة”.عقوبة الإقصاء التي جعلت الأنصار يقدّرون متأخرين جسامة الخطأ المرتكب ويقفون على تبعات التهوّر باقتحام أرضية الميدان، صدمت أيضا مسؤولي النادي، على غرار الرئيس حسان حمّار، وأصبحت إدارة الفريق تائهة لا تدري الخطوات الواجب إتباعها، حتى وإن كان إيداع طعن أصبح يأخذ الطابع الشكلي، قياسا بعامل الوقت الذي يفصل عن موعد الجولة الثانية (الوفاق كان مقررا أن يواجه الزمالك المصري يوم 29 جوان)، زيادة على أن القوانين واضحة وغير قابلة لأي تأويل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات