38serv
دخلت العشر الأواخر من رمضان إيذانًا بموعد الرّحيل لهذا الشّهر الكريم، وهي تروي لنا قيمة وثواب العمل الصّالح من صلاة وقيام وذِكر وقراءة قرآن واعتكاف وليلة القدر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أتاكم رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم فيه صيامه، تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغلّ فيه الشّياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيْرَها فقد حُرِمَ” أخرجه عبد الرزّاق وأحمد واللفظ له والنسائي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُحيي العشر الأواخر من رمضان، قالت أمّنا السيّدة عائشة رضي الله عنها: “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخلت العشر أحيَا ليله وأيقظ أهله وشدّ مئزره”.والسُنَّة إحياء ليالي العشر كلّها، وإذا أحيا الإنسان منها الأوتار إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس عشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين فلا بأس، لكن الأفضل أن يحييها كلّها، لكن هذه الأوتار أولى بالإحياء، وهي متأكّدة لأنّها أرجى لليلة القدر، وسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “التمسوها في كلّ وتر”، وفي بعض الروايات: “التمسوها في العشر الأواخر”، لكن الأوتار أرجى الليالي إحدى وعشرون، ثلاث وعشرون، وخمس وعشرون، سبع وعشرون، تسع وعشرون، وأرجاها الليلة السابعة والعشرون.فللعشر الأواخر من رمضان الكريم فضل عظيم، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يخصّها بالاعتكاف ويخصّها بالقيام كلّ الليل ويوقظ أهله فيها وفيها ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر، فلا ينبغي للإنسان أن يضيّعها بالتّجول في الأسواق هنا وهناك أو بالسّهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعتكف أوّل الشّهر العشرة الأولى منه ثمّ اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر ثمّ قيل له إنّها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر رجاء لهذه الليلة العظيمة.ومن أهم الأعمال المباركة في العشر الأواخر هي:1 ـ “إحياء الليل”، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشدَّ المئزر، ومعنى إحياء الليل: أي استغرقه بالسّهر في الصّلاة والذكر وغيرهما.2 ـ “إيقاظ الرجل أهلَهُ للصّلاة، فقد كان من هديه عليه الصّلاة والسّلام في هذه العشر أنّه يُوقِظ أهلَهُ للصّلاة كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه عليه الصّلاة والسّلام على أن يُدْرِك أهلَهُ من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم، كما يفعل بعض النّاس، وهذا لاشك أنّه خطأ وتقصير ظاهر.3 ـ “شَدَّ المِئزر” كما في الصحيحين، والمعنى أنّه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنّفس لمعانقة الأجواء الملائكية.4 ـ “الاعتكاف في المساجد” الّتي تصلّى فيها، فقد كان هدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتّى توفّاهُ الله كما في الصحيحين عن عائشة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات